الله واحد.. الله للجميع

( الله واحد ... الله للجميع ) 


أُمعن النظر في حال مجتمعنا.. 
وأراه قد لبس عباءة الدين بشكل ضيق، ضيق جدًا، جميعنا نستشعر هذا الضيق، ولكن الجميع صامت! 
ربما الجميع راضٍ فيما عداي؟ 
أشك بذلك.. أحاول استقراء ماوراء الصمت، وأستنتج أن الظاهر مختلف تمامًا عن الباطن..  
لا، وألف لا.. 
الجميع في انتظار أن ينطق أحدهم..
لكل الناس الحق في السير إلى الله، فطرقه غير مغلقة، نحن من حصرناها بتصور ضيق للدين، وأقمنا في مجتمعاتنا محاكم نصبنا أنفسنا فيها قضاة على الناس وما في قلوبهم.. 
أنا لا أريد أن أبدل الأديان ولا المذاهب، بل أريد أن أبدل القلوب.. 
افتحوا قلوبكم للناس.. 
قد تكونون تؤمنون بالله، لكن إيمانكم سيفشل لأنكم لا تؤمنون بالخير.. 
الله هو الخير المطلق..
النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم يؤكد ذلك، فيقول (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه مايحب لنفسه).. 
يا للعجب! لم يضع أي معيار تعبدي للإيمان..
لا صلاة 
ولا صوم
الله يريد أن تصل إليه من خلال الإنسان، لا من خلال المعبد..
الله يضع لك الاختبارات.. 
تقبل الآخر.. كما تحب لنفسك..
سامح الآخر.. كما تحب لنفسك..
استر عورات الآخر.. كمل تحب لنفسك..
هنا مرآة إيمانك الحقيقية..
هنا تتكشف لك نفسك..
المسافة التى قعطتها تجاه الله تتجلى لك أنت.. 
أتذكر شيئًا قرأته وجعلته ثابتًا أعود إليه كلما اختلطت علي الأمور.. 
بلال الحبشي يسأل عمار بن ياسر: 
أيقبل رب محمد العبيد؟!
اجابه أن الناس عند الله سواسية. 
حينها قال في نفسه: إله محمد يستحق العبادة! 
رسالتي لنفسي والجميع.. 
أن نوحد محاريب الله الألف، لكل منا محرابه الخاص مع الله.. 
واحد بصلاته
وثاني بإصلاحه 
وثالث  بسعيه في أمور الناس
ورابع بعلمه 
الله للجميع.. والجميع سائر لله بطريقه الخاص، فأغلقو محاكم الدنيا.. واتركوها للسماء..

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

اثنين, 17/12/2018 - 7:37م رد

الاخت الفاضلة حوراء
كل الشكر على هذه المشاركة جميلة ورائعةتلامس واقعنا اليوم ونسأل الله ان يهدينا و يوفقنا الي كل خير. نسأل الله لكِ التوفيق وندعوكِ الي المزيد من الكتابات المثمره والنافعه.

اثنين, 17/12/2018 - 7:05م رد

احسنتي بارك الله فيك وانار الله دربك مقال مختصر ومفيد.. اللهم ادم علينا نعمك وبارك لنا في بناتنا وابنائنا واجعلهم قرة عين لنا

اثنين, 17/12/2018 - 5:01م رد

تحية لك العزيزة (حوراء )،،،،ونتمنى المزيد من ذلك الفكر النير ونبض القلم الواعد ...احسنت وبوركتي على هذا الوصف حقيقة مجتمعنا حجم الدين في بوتقه صغيرة ضيقه وطقوس محدوده لم نخلق في قلوبنا محبته كما ينبغي لوجهه الكريم كما رهبنا من مخافته ولم نسير على هدي نبي الرحمه حيث بعث بهذا الدين رحمة للعالمين فنتراحم في تعاملنا ومالدين الا المعاملة ومالدين الا الحب

ننتظر المزيد

اثنين, 17/12/2018 - 4:51م رد

كلام جميل
وطبع الانسان اقصاء الاخر على جميع الاصعده. فالانسان عاده مايبحث عن ما يميزه عن غيره ...لا ما يوحده مع غيره.
طبيعه الانا عند الانسان غالبا ما تسيطر

فتكون الاعمال منشأها حب الذات ومنتهاها

ولكن متى ما عرف الانسان ربه ..بمعرفه حقيقه نفسه ..استطاع ان يرى الجمال المطلق فينشغل به عن نفسه وتراه ساعيا وراء رضاه ..وتتحقق سعادته بالقرب منه

فينشغل بنفسه عن غيره لانه لم يعد يسعى للتميز امام الخلق فتذوب الانا وتندمج في كمال الله

اثنين, 17/12/2018 - 2:01م رد

بالتوفيق و المزيد الى الأفضل ان شاء الله

اثنين, 17/12/2018 - 1:21م رد

جميل جدا ترابط الطرح مع الفكرة

اثنين, 17/12/2018 - 1:09م رد

اتمنى ...
شكرا لكم

اثنين, 17/12/2018 - 12:09م رد

سلمت يدك بنت العم اتفق معك بما خطته يداك

اثنين, 17/12/2018 - 12:08م رد

احسنت موضع لمس الحقيقة وتتبعها ليت الاغلب يطبق هذا المفهوم لعاشوا في سلام مع النفس ومع المجتمع