كورونا مرَّ من هُنَا !
في شهر سبتمبر من عام ١٩٢٣ ضرب اليابان زلالزلٌ مدمر وصلت قوته الى ٨,٣ على مقياس رختر. دمّر هذا الزلازل عدة مدن منها طوكيو و يوكوهاما و راح ضحيته أكثر من مائة ألف إنسان. اليابان و منذُ وجودِها على هذه الأرض يمرُّ عليها في السنة الواحدة آلاف الهزّات الأرضية تتراوح شِدتُها من الخفيف الغير محسوس الى المُدمر. أقسمت اليابان بعد هذا الزلزال أن تكون أكثر صرامة في مواجهة الكوارث الطبيعية و التغلب عليها. المتتبع اليوم للنهضة اليابانية يستطيع بسهولة تمييز الأعمال الجبارة التي قام بها أبناء الساموراي لمواجهة الزلازل و البراكين. طوكيو التي دُمِّرت بالكامل قبل مائة عام، ها هي الآن تحتوي على المئات من ناطحات السحاب المصممة معمارياً لتحدي الهزات الأرضية القوية و التغلب عليها. كل ذلك تم بسبب الإصرار و الصبر.
الفترة الماضية مرّ على العالم أقوى فيروس عرفته الحضارة الحالية بالرغم من توافد عدة فيروسات تتراوح في القوة و الفتك. فيروس كورونا حصد الكثير من الأرواح و الإصابات البشرية في أكثر من مائتي دولة حول العالم. ردد الناس و بكل لغاتهم مقولة ان "العالم بعد الكورونا ليس كما قبله". اتفقت منظمة الصحة العالمية و وزارات الصحة في عدة دول على أمور و عادات كثيرة يجب تغييرها لمواجهة هذا الوباء و الخلاص منه. و لكي نتحدى هذا الفيروس و غيره يجب علينا جدِّياً تغيير عاداتنا اليومية الغير صحية. لن أذكرها هنا فقد يحتاج الأمر الى عشرات المجلدات أو أكثر. فترة مرور الفيروس على منطقتنا علمتنا أن أغلب عاداتنا الاجتماعية غير صحية و يجب تغييرها. كل العادات السيئة يجب أن تتغير من اليوم لتبقى حياتنا أجمل و صحتنا أفضل في مواجهة كورونا و أخواتها.
كورونا مرَّ من هنا و أجبرنا جميعاً على البقاء في منازلنا مُستغنين عن أشياء كُنَّا نظنها أساسيات لا غِنى لنا عنها. هل يا تُرى سيمرُّ علينا في الأعوام القادمة ليجدنا و قد تغيرنا للأفضل !
اترك تعليقك