نبض القلم

حنين الكعبة واشتياقها

بسم الله الرحمن الرحمن
والصلاة على محمد المصطفى خير الأنام وناشر السلام وهادي البشر 
ليومِ القيام وعلى أهل بيته 
الكرام أطيب وأنقى التحيات والسلام ٠
السلام على الكعبة المشرفه التي جعلها الله قياماً للناس 
السلام على الكعبة التي شرفها الله وجعلها مثابةً للناس وأمنا
السلام على من طاف حولها سبعاً ولبى ودعا وأجاب ٠

قال تعالى: ﴿ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾

من انا؟؟
أنا كعبة الله الذي شرفني
وجعل أفئدةً من الناس تهوي إلي ٠
انا الكعبة ذات الثوب الأسود أحاطني  به وكساني إجلالاً لعباده الصالحين ٠
أنا ذاتُ الباب الذي يتعلق بهِ التائبون المستغفرون
وذاتَ الستار الذي يتمسك به 
الداعون ٠

وفي زاوية من الاربع زوايا
يتخذ مكانه الحجر الأسود 
وفيه أذن من الرب الجليل
تتهافت عليه المسلمين
للتقبيل والتهليل والتكبير
يتبعهُ الشكر والتحميد ٠

على مدى الأزمنة والدهور
يطوفون الناس حولي بلباس ابيض وقلوبُ شتى
لايُعرف منهم الفقير من الغني ولا العربي من الأعجمي ولا القوي من الضعيف فكلهم سواسية 
وكنتُ أحتضن هؤلاء الأصناف من البشر كما تحتضن الأم أولادها بمودة ومحبة ٠٠

واقترب الوعد
وهاأنا أنتظر عباد الله في عشرٍ مباركة خصها الله بالرحمه كما كنا من قبل ٠

وفي لحظةٍ من لحظات الأسى وبعد طول انتظار واذا بي أرى زوايا البيت الحرام خالية قد حلَ عليها 
ظلام سائد وسكون غريب
ومابغيَ إلا صوت الأذان 
صوت منادي بلا مجيبون ٠

آه ثم آه فتنهدتُ وتحسرتُ بألم وأسى وحزن 
أين الجموع ؟
أين الألوف ؟
أين حجاج بيت الله الحرام ؟
أين الملبين ؟
اين المكبرين والمهللين ؟
هل من مانع منعهم ؟

هل من مرض قد أعجزهم ؟
هل من بلاء قد حلَّ بهم ؟

ماذا فعلوا ؟ ماذا كسبوا؟

قال تعالى ( ظهرَ الفسادُ
في البرِ والبحر بما كسبت
أيدي الناس )

وقال تعالى ( ومااصابكم من مصيبةٍ فبما كسبت 
أيديكم ويعفو عن كثير )

) يقول: فإنما يصيبكم ذلك عقوبة من الله لكم بما اجترمتم من الآثام فيما بينكم وبين ربكم ويعفو لكم ربكم عن كثير من إجرامكم, فلا يعاقبكم بها.

تفسير الطبري 
وقال تعالى ( ولقد أرسلنا إلى أُمم من قبلك فأخذناهم بالبأساءِ والضراءِ لعلهم يتضرعون )

عندما ينزل البلاء بقومِ أوجماعه ويحل بهم ماقد حلَّ من فقر ومجاعة وأمراض وأسقام لم يكن يريد الله منهم إلا التضرع إليه
دون غيره ٠
فهل من متضرع وقلبهُ خاشع خاضع فيما يدعو به 
ليكون دعائه خالصاً لوجه الله تعالى ٠؟
فالتضرع يحتاج لطهارة قلب ٠
يحتاج لحسنِ ثقة بربه ٠
يحتاج لنية صافيه صادقة لايشوبها حقدٍ ولا حسد ولا كراهية ٠
فعندما اتضرع وادعوا الله لابد من استغفار لينفض غبار الذنوب ويزيل شوكِ
الخطيئة ٠

وقال تعالى { فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبهمْ وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَان مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ )

ماأشد قساوة القلب حيثُ تسكنهُ وساوس الشيطان وتمنعهُ من التضرع والتذلل للهِ تعالى ٠
اذا قسى القلب أصبحَ عليه كالحجاب يحجز بينه وبين ذكر الله تعالى حتى يبعدهُ عنه ٠
فهل توجد قلوب حجبتها
وساوس الشيطان ونزغهِ عن ذكر الله تعالى والقرب منه ٠

أعاذنا الله من تلك القلوب القاسيه ٠٠٠

وجاء قول الله تعالى في سورة الدخان 
( رَّبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ )

لطالما ندعوا الله ونقول اننا مؤمنون فلماذا لايستجاب دعاءنا ؟
لكن هل مؤمنون حقاً إيماناً صادقاً أم كما قال تعالى في كتابه العزيز

( ياأيها الرسول لايحزنك الذين يسارعون في الكفرِ من الذين قالوا آمنا بأفواههم ولم تؤمن قلوبهم ))

إذا لكي يكشف ربنا مابنا
من البلاء نحتاج إيمان قلبي وإيمان بالجوارح وليس ايماناً بالقول فقط ٠

ولو تضرعنا ودعونا الله وكشف مابنا ورفع عنا البلاء والوباء فهل لنا من توبةً نصوحا أم اننا سنعود 
كما كنا من قبل ؟

كقول الله تعالى ( 

 
إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا ۚ إِنَّكُمْ عَائِدُون ))

للأسف بمجرد أن نكشف عنكم البلاء ستعودون كما كنتم من قبل ٠

فالرجوع الى الله والتوبه النصوح والاستغفار طريق
لأستجابة الدعاء والتوسل 
بمحمد نبي الرحمة وشفيع الأمة أن يكشف الله هذه الغمة عن هذه الامة ويرفع عنا الوباء بعزته ورفعته انه عزيز حكيم ٠

قال تعالى (  وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا ))

والكعبةُ تنادينا
.عباد الله . اتقوا الله واخشوه واستغفروه من ذنوبكم يكفر عنكم سيئاتكم 
لتهوي إليّ نفوسكم طاهرةً تقيهً نقية وتسرًَ نفسي بلقياكم طوافون حولي مهللين مكبرين فرحين مطمئنين ومستبشرين بما أتاكم الله من فضله ٠
عودوا إليَّ بقلوبٍ بيضاء
حامدين شاكرين لأنعُمِ الله عليكم ٠
لاحزن عليكم ولاخوف وبيتُ الله يناديكم ( أدخلوها بسلامٍ آمنين )
( أدخلوها بسلامٍ آمنين )

ولخروج الامام الحسين عليه السلام من مكة حرارةً 
في قلوبنا وتتصدعُ من عظم المصاب في هذه الايام المباركة 

وقد انجلى من مكة وهو ابنها        وبه تشرّفت الحطيمُ وزمزمُ‏
خرج الحسين من المدينةِ خائفاً      كخروج موسى خائفاً يتكتمُ‏
السلام علي الحسين وعلى عليّ بنِ الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين ٠٠٠

اللهم ماأخافُ فاكفني
وماأحذرُ فقني وفي نفسي 
وديني فاحرسني وفي سفري فاحفظني وفي أهلي ومالي فاخلفني وفيما رزقتني فبارك لي ٠

اللهم عجل لوليك الحجة
بن الحسن ع الفرج والعافية
والنصر ولا تسؤني في نفسي واهلي وولدي وفيما رزقتني ولا في أحدٌ من أحبتي واجعلني من انصاره واعوانه برحمتك ياارحم الراحمين ٠٠٠

وآخرُ دعوانا أنِ الحمد للهِ ربِ العالمين ٠
وصلى الله على محمد وآلهِ الطيبين الطاهرين ٠

السيدة / ام الدكتور / مسلم عقيل لبراهيم ٠