نبض القلم

الإمام السجاد عليه السلام واليوم العالمي للقانون 

اعلم يا أخي أن للقانون مؤسس كان محمد صلى الله عليه وآله وسلم  ومن بعده أئمة علماء فقهاء تقاء
لولاهم لضاع القانون ومال الميزان ، فهم من علّمنا الحق من الباطل و هم من عَبَّدُوا الطَّرِيقَ لنا لننهض بالحق ونعينه ونخاصم الظلم ونعاديه ونبغضه .

ولتعلم أن الظالم سيستمر في الطغيان  و المحق سيستمر في النضال إلى يوم القيامة ، فاختر طريقك تحاسب عليه !

إنّ الليلة ذكرى استشهاد المؤسس والمناصر للحق والقانون وصاحب رسالة الحقوق الثمينة والرصينة والقيمة ، وصادف كذلك أن يكون اليوم العالمي للقانون ، فأصبح اليوم العالمي لرجل القانون سيّدنا زين العابدين وسيد الساجدين وصاحب الحق فلنتمعّن في هذا اليوم لرسالة الحقوق النابعة من علمه الثمين ونتعلم حقوقنا منها وفيها قسّم الإمام عليه السلام الحقوق لخمسين حقاً على عاتق الإنسان  ومنها حقوق لله تعالى وحقوق الأئمة وحقوق الجوارح وحقوق الأفعال مثل الصلاة والحج وحقوق الآخرين وحقوق الرحم وحقوق اهل الذمة وحتى ذي المعروف تطرّق لحقه .
فالإمام عليه السلام أسّس الحقوق ووضع القواعد وبيّن الإلتزامات للإنسان في علاقاته ووضحها بشكل يجعله نهج للقانونيين والمتخصصين واساس يُبنى عليه ، و جعل هذه الرسالة بيان للعامة من الناس ليتعلم ويتثقف الجميع منها بسهولة و عمق وليعرفوا مالهم من حقوق واجبة في ذمتهم لله وللناس ويعملوا بها ، لنقرأها اليوم ونتعلم منها الحقوق فإن الإمام لم يتطرق لها إلا لأهميتها الجوهرية لكافة الناس ، لنكون قانونياً بالنهج نحترم الحقوق ونؤديها ونطالب بها وفق ما نصّت عليه مدرسة سيدنا السجاد عليه السلام ، إنّ الأئمة عليهم السلام كانوا ولا يزالوا يرغبون أن تكون الأمّة  واعية و عالمة ومثقفة و مؤمنة بالله وسالكة للطريق الصحيح والمستقيم ، ولقد بذلوا جهدهم في ذلك من إصلاح في الناحية الأخلاقية والقيم و التعاليم ، لذلك من باب أولى أن يكون أتباعهم مطبقين لعلومهم ومتعلمين بها قبل غيرهم من البشر ، لتتحقق الغاية .

لذلك لنهتدي بعلوم آل محمد ونحييها ونتبعها لتكون هي المنهج والطريق السليم لنعكس صورة حبّنا و ولائنا لهم بإتباع تعاليمهم رضوان الله عليهم .

في النهاية نعزيكم بذكرى استشهاد الإمام السجاد عليه السلام .. أجركم الله وأثابكم.

السيد / محمد جعفر العبدالمحسن 
24 / 1 /1442 هـ