اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد
اليوم العالمي للتوعية باضطراب طيف التوحد
بقلم/ الباحثة في مجال اضطراب طيف التوحد غيداء جعفر العبدالمحسن
قد يتساءل البعض عن السبب الرئيسي وراء الإصابة باضطراب طيف التوحد؟
ولماذا يتزايد معدل أعداد الإصابة بهذا الاضطراب؟
وقد يتبادر الى ذهن البعض أن طفلي بعيد عن الإصابة بهذا الاضطراب؟
وهل يوجد طرق للعلاج من هذا الاضطراب؟
قد يتساءل البعض عن السبب الرئيسي وراء الإصابة بهذا الاضطراب، فلا تزال الأسباب الرئيسية وراء الإصابة بهذا الاضطراب غير محددة، على الرغم من أنها غالبًا ما تتصل بعوامل جينية أو بيئية لدى الطفل، ففي حال وجود طفل في العائلة مصاب بالتوحد، فإن خطر ولادة طفل آخر مُصاب باضطراب طيف التوحد يرتفع بنسبة 50%، وتؤكد نتائج الدراسات بأن اضطرابات طيف التوحد لا تحدث بسبب سوء رعاية الأبوين، أو العنف الأسري أو التجارب القاسية في الطفولة، أو اللقاحات. ويذكر الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية – الطبعة الخامسة (DSM-5) بأن اضطراب طيف التوحد هو اضطراب عصبي نمائي يتسم بعجز في التواصل الاجتماعي والتفاعل الاجتماعي، وأنماط سلوكية تكرارية ونمطية واهتمامات محدده، وتظهر قبل سن الثامنة من العمر، فلا يشترط أن يعاني الطفل ذوي اضطراب طيف التوحد من نقص في درجة الذكاء.
ويظهر تاريخ الدراسات الإحصائية المتعلقة باضطراب طيف التوحد أن معدلات الإصابة أو التشخيص باضطراب طيف التوحد قد ارتفع بشكل كبير في العقود الأخيرة، حيث أشارت إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى أن واحد من كل 67 طفلًا حول العالم مصاب باضطراب طيف التوحد، ويبلغ عدد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد بالمنطقة الشرقية 17،388 طفلا وفقا لإحصائيات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية، ويعد هذا الاضطراب أكثر شيوعا بين الذكور، بحيث يظهر التشخيص إصابة أنثى واحدة مقابل كل أربعة ذكور.
وقد يتبادر التساؤل عن سبب ازدياد اعداد الأطفال الذين تم تشخيصهم بهذا الاضطراب؟ قد يكون أحد الأسباب في هذا الارتفاع هو نتيجة لازدياد الوعي العام في المجتمع نحو هذا الاضطراب.
قد يعتقد البعض أن هذا الاضطراب لا يمكن اكتشافه إلا بعد بلوغ الطفل ثلاث سنوات ولكن اكد الدراسات ان اعراض اضطراب طيف التوحد تظهر من فترة الطفولة المبكرة، حيث توجد بعض العلامات التي قد تدل على إصابة الطفل الرضيع بهذا الاضطراب منها: عدم الابتسام عندما يحمله أو يداعبه أحد الوالدين، وندرة تقليد التعابير الاجتماعية، وتأخر في المناغاة، وندرة الاتصال بالعين، وعدم الاستجابة عند النداء عليه باسمه.
وفي ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل، والذي أخذ يرافقه زيادة في عدد الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد في السنوات الأخيرة، يشير بعض الباحثين أن الأجهزة الإلكترونية، تعتبر كمحفز بالنسبة للأطفال الذين لديهم استعداد عضوي للإصابة باضطراب التوحد، حيث يشجع الطفل على الانعزال عن العالم المحيط بدلاً من تحفيزه للتفاعل مع البيئة، إذ يؤثر اضطراب طيف التوحد في كيفية إدراك الطفل للأخرين والاندماج معهم.
وأخيرا من المقلق انه لا يوجد وسيلة للعلاج من هذا الاضطراب ولا يوجد طريقة لمنع حدوثه، ولكن يعتبر التشخيص والتدخل المبكر من الأمور التي تلعب دورا كبيرا في تحسين الاعراض لدى الأطفال ذوي اضطراب طيف التوحد، وتبرز أهمية التدخل المبكر في الثلاث سنوات الأولى من عمر الطفل، حيث تكون بعض المراكز العصبية والحسية في الجهاز العصبي لا تزال في طور التشكيل و النمو بحيث يكون من السهل تعديلها وتطويرها، و في المقابل ان عدم الكشف عن المشكلة في مرحلة مبكرة يؤثر سلباً في تحسين وتطور مظاهر النمو الأخرى لدى الطفل
التعليقات
الله يوفقش خال
رائع الى الافضل
ان شاء الله نشوفكم في احسن المراتب
طرح جميل كجمال شخصيتك واسلوبك..
كل التوفيق غيداء،،
أحسنتي يابطله بحث رائع ومميز والكل يحتاج معلومات عن هذا المرض وكيفية الوقايه والتعامل معهم وفقك الله لكل خير
الله على جمال الاسلوب و تسلسل الأفكار والطرح المبهر
دائماً كنتي مضرب للمثل في فهمك وإدراكك و وعيك في مجالك وتخصصك
بالتأكيد ان المستقبل خير برهان للكشف عن نجاحاتك و تميزك
دائماً كنتي مصدر فخر وعتزاز لنا
...
في انتظار إبداعاتك
بحث جميل ومعلومات اثرائيه رائعه. وفقكي الله
استمري
اترك تعليقك