الفيزياء في القرآن الكريم

الفيزياء في القرآن الكريم
 
كانت البداية في آخر سنة في مقاعد الدراسة الجامعية مع دكتور مادة بحثية حين طلب منا مساعدته في كتاب يعمل على إنجازه ، وكان يتحدث عن الإشارات الفيزيائية في القرآن الكريم وذلك مقابل الحصول على درجات في المادة ..فكانت مشاركتي حول الأجزاء الأصغر من الذرة في قوله تعالى .. (عَالِمِ الْغَيْبِ لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَلَا أَصْغَرُ مِن ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ) (سبأ: 3) ، كانت المشاركة قيمة بالنسبة للدكتور ، أما بالنسبة لي فقد فتحت أفاقاً جديدة ورؤية واسعة حول محتوى القرآن الكريم الفيزيائي وطريقة توظيف هذا المحتوى الثري جدا في العملية التعليمية كي يتعزز لدى الطالبات قيم الثبات الديني نتيجة القناعة العقلية ، فتتحقق بذلك الأهداف الوجدانية للمادة العلمية .
 عالم واسع جداً ، وبحار عميقة ، مشيت على شواطئها فوجدت الكثير من الكنوز التي أعجزت العقل البشري عن إدراكها وبقي أمامها حائرا متفكرا . 
فمن سرعة الضوء في الفراغ في قوله تعالى (وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ) سورة النحل 77 
إلى تغير سرعته في المادة في قوله تعالى (أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ۚ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا ۗ)  40  الإسراء
ومن تحويل عرش بلقيس من حالته المادية وحمله كطاقة على الموجات الكهرومغناطيسة ونقله بسرعة الضوء حيث يقول الله عز وجل (قالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ ۚ) 41 سورة النمل 
إلى السامري والفكرة الفيزيائية التي استثمرها لصناعة عجل جسداً له خوار فكانت فكرة انتقال تغيرات الضغط في الأعمدة الهوائية والصوت الناتج عن ذلك هي التي استطاعت أن تذهب بقناعات بني إسرائيل وتحرفهم عن الحق في قوله تعالى (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَىٰ مِن بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلًا جَسَدًا لَّهُ خُوَارٌ ۚ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ وَلَا يَهْدِيهِمْ) 
إلى الثقوب السوداء التي تكنس ما هو موجود من أجرام سماوية بالقرب منها أثناء انتقالها يقول تعالى (فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِي الْكُنَّسِ ) التكوير16
ومن الاعجاز المبهر اكتشاف ظاهرة إنزال الحديد من السماء حيث أن تصنيع الحديد وإنتاجه يحتاج إلى درجات حراره عالية جداً لا تتوفر إلا في النجوم العملاقة يقول تعالى (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ ) (الحديد25) ، إلى النسبية في القرآن الكريم في قوله تعالى (..وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) (الحج47) ، وكذلك بالنسبة إلى ذكر المادة وقرين المادة في قوله تعالى (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) (الذاريات49)
هذا الإعجاز الذي يدعو الإنسان إلى خشية الله التي تعتبر الصفة المشتركة بين المؤمنين والعلماء حيث يقول تعالى (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 وقوله تعالى في وصف المؤمنون (إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ) ( 57) يدعونا إلى الإبحار في أعماق القرآن الكريم باستخدام أدوات المعرفة ووسائل التعلم حتى نتصيد من كنوزه ودرره ونزداد ثباتاً ويقيناً بما بين دفتيه.

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

جمعة, 27/11/2020 - 8:32م رد

برجاء التواصل مع السيدة رائدة العبد المحسن للأهمية

ثلاثاء, 19/11/2019 - 11:42م رد

تسلم أناملك ام محمد الموضوع شيق وهادف و
جميل بجمال روحك

اثنين, 18/11/2019 - 12:20م رد

موضوع شيق جداً
يستدعي الانسان أن يتفكر في العالم الملكوتي
الذي تحير فيه العقول بمايدل على عظمة الخالق وبديع صنعه جل جلاله

ماشاءالله سيده ام محمد
موضووع رائع ودقيق دلالة على عطمة الخالق جل شأنه
وانا علومنا وماتوصل اليه العلماء ماهو الا كنقطة في بحر من اعجاز خلق الله
فسبحان الله العظيم