القرآن بين التلاوة والتأمل..

القرآن بين التلاوة والتأمل 

(بسم الله الرحمن الرحيم )
والحمد لله الحنان المنان المتطول بفضلهِ على عبادهِ المؤمنين الذي جعلنا من خيرِ امة أُخرجت للناس إذ بعث إلينا رسولاً كريماً معلماً وهادياً وبشيراً ونذيراً ٠

قال تعالى ( تبارك الذي نزّل الفرقان على عبدهِ ليكون للعالمين نذيراً )
كيف يكون ذلك الكتاب مبارك ونذيراً في نفس الوقت ؟ 


إنما جُعلَ مبارك بآياتهِ التي هي بركة ونور وهدايه وشفاء للناس ونذيراً لهم أن يتبعوا ماجاء بهِ من أمرٍ ونهي ٠٠
فكتاب الله العزيز يحمل في طياتهِ آيات بينات واضحات من غير غموض ليخرج الناس من ظلمات الجهل الى نور العلم والبصيره ٠
أنزله على قلبِ نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم لنتلوه حق تلاوتهِ بتأمل وتفكر ٠

تعلموا كتاب الله فأنه أحسن الحديث وأبلغ الموعظه وتفقهوا فيه فأنه ربيع القلوب واستشفوا بنورهِ فإنه شفاء لما في الصدور وأحسنوا تلاوته فإنه أحسن القصص ٠
حديث لابي عبدالله قال ؛ إن القرآن زاجر وآمر ، يأمر بالجنه ويزجر عن النار )

ماهي علاقتنا مع القرآن الكريم 
الكل منا يمتلك مصحف مخصص له وبين يديه ولربما كل منزل يوجد فيه أكثر من مصحف ٠ ولكن الأغلبيه لاتعطي اهتمامها لذلك الكتاب كما هو مطلوب من إله العالمين ويجعلهُ حال التحفه التي أخذت حيزاً من المكتبه أو رفاً من الرفوف يعلوه الغبار والهجران ٠
ولا نعلم أننا محاسبون بسبب هجرانه وعدم تلاوته بالرغم اننا نبدوا أهتمامنا بسائر الكتب الأخرى مثل الروايات والقصص والجرائد والمجلات لذلك تبين لنا الآية الكريمة شكوى رسول الله ص لرب العباد بقولهِ ( وقال الرسول ياربِ إن قومي إتخذوا هذا القرآنَ مهجوراً ) 
فهل يجب تحسين علاقتنا مع كتاب الله ؟ 
نعم يجب أن نحسن علاقتنا مع كتاب الله وتقوية الروابط بيننا وبينه بجعله شريكاً في حياتنا وحبيباً لقلوبنا وحلاً لمشاكلنا ونوراً لطريقنا ٠

ماهو العذر الذي نجيب به ربنا لو تخلينا عنه وهل سيقبل الله عذرنا ..
تأكيداً لما قالته الآية الكريمة 
(بل الإنسانُ على نفسهِ بصيره ولو ألقى معاذيره )

هل أخشع عند تلاوة القرآن أو سماعه ) 

قال تعالى ( إنما المؤمنون الذين إذا ذُكر الله وجِلت قلوبهم وإذا تُليت عليهم زادتهم إيماناً )

المؤمن حقيقةً هو من يخشع ويرق قلبه عند تلاوة كتاب الله أو سماعه لأن جميع جوارحه بما في ذلك قلبه تأمل وفكرّ في كلمات الله تعالى وعرف ماجاء به وماذا يريد الله منه ٠
فكن من الذين اذا تليت عليهم آيات الله زادتهم إيماناً وصبراً على تطبيقها وأحتساباً لثوابهِ وجزائه ٠٠

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

جمعة, 08/11/2019 - 2:23م رد

مقال جميل ورائع
ما اجمل ان يكون هنالك جمع بين القراءة بالتدبر

خميس, 07/11/2019 - 10:58م رد

ما شاء الله ...مقال جميل وكلام رائع عن القرآن...

القرآن هو كلام الله وبحاجة إلى تدبر ...علينا أن نفتح قلوبنا قبل اسماعنا أخي نتشرب معاني القرآن الأخلاقية...فالقرآن هو دستور أخلاقي وينبغي أن نتخلق بالأخلاق القرآنية من رحمة وعفو ومغفرة وتجاوز...

كل الشكر للسيدة أم مسلم

خميس, 07/11/2019 - 1:51م رد

احسنت ام مسلم على اختيارك الموضوع في تلاوة القرآن والتدبر فيه وجعلك الله من المحافظين على طلب تحصيل علوم القران