أثر العلم في المجتمع (2)
أثر العلم في المجتمع
تأليف : برتراند راسل
( الجزئ الثاني )
مراجعة و تلخيص : وليد الهاشم
في هذا الجزئ من التلخيص نشير الى آفاق القلق و الطموح بنفس الوقت التي كانت تلوح في افق المؤلف بشكل يركز على بقاء الجنس البشري و أن العلم الذي يعدنا بسعادة غير مسبوقة قد يكون بطريقة ما سبباً في هلاكنا . من هنا تبرز أهمية اخلاقيات و اجراءآت يتعين علينا المبادرة بها على مستوى عالمي في مواجهة مهددات وجودنا كنقص الموارد و انفجار السكان و تنامي القوة القادمة من سلطة العلم كقبولنا بالتحكيم في الخلافات و صناعة رأي عام حر يركز على ما هو صواب و يدافع عنه بغض النظر عن القوة و قبول الخصوم بالتحكيم حتى لو خالف رغباتهم .
* العلم و الحرب
سار المؤلف عبر الزمن عن علاقة العلم بالحرب مشيرا لما عمله ارخميدس من آلات للدفاع عن مدينته ضد غزو الرومان و رغم الوصف الاسطوري لتلك الاختراعات إلا أن الرومان انتصروا و قتل ارخميدس على يد جندي روماني عادي مما عزز لديهم مكانة القوة التقليدية
إلا أن العلم لم يتوقف بل استمر في انتاج الاسلحة النارية التي ساهمت في انتصارات في الحروب و مكنت الدولة البيزنطية من الباقء أكثر . كذلك أنتج العلم الغازات الكيميائية السامة الفعالة رغم كونها غير أخلاقية الى أن أدت القنابل النووية الى هزيمة الشجاعة اليابانية التي لم يشهد العالم مثلها و رغم ذلك خسرت أمام الصناعات الثقيلة .
• العلم و القيم
يستعرض الحدود التي تتصارع فيها اكتشافات العلم مع رؤية الفلسفة من وجود ارادة عاقلة في الكون الى وجود غاية أو الاكتفاء بالقوانين الطبيعية مرورا الى علاقة متوازية بين (العلم ككاشف للحقيقة) و بين (المنفعة) فالأول نظري و الثاني أخلاقي . فكلمة أن هذا الاعتقاد صحيح متداخلة مع المعنى أن هذا الاعتقاد أكثر نفعا لك من الآخر لأن هناك الكثير من المعتقدات التي وصفت بأنها صحيحة لقرون طويلة تبين أنها خاطئة!.
و أن ديناميكية التعامل مع هذة الجدلية تكمن عند اقتناعنا بأن نظرية ما تعمل بشكل جيد و بمجرد ان نراها لا تعمل نقوم باستبدالها بنظرية اخرى .
- التقنية هي ثمرة العلم الذي يعطينا المزيد من السيطرة و يعزز شعورنا بمزيد من القوة . اضافة للجوانب الاخرى التي تتزاحم مع الموضوع كالشعور بالجمال و ملذة التأمل و لكن طغيان القوة سيقودنا لتزاحم بين النظرة الرهبانية القديمة المبنية على التأمل أو النظرة الاكثر حداثة المتجهة للتغير دون حاجة للفهم ( الماركسية) .
- و بناء على الاعتماد على البرغماتية ( النفعية) للعلم ستكون القوة هي وسيلة فض النزاعات و ستقودنا الى تحكم الاقوى و لذلك من الافضل اضافة جانب من الرأي العام يحكم بناء على الصواب و الخطأ لتحقيق السلام الدولي .
- من هنا كان التفكير النفعي بعيدا عن القيم الأسمى للمعرفة يسجن الانسان عن الانفتاح على مستوى أوسع من الحياة و بناء على ذلك يمكن للعلم أن يدعم شرين طالما عانت البشرية منهما 1- الاستبداد 2- الحرب
- هناك أوهام مفرحة قد تجعل من المعاناة سعادة بما في ذلك الموت أو الفقر تحت تبريرات ايدلوجية و هناك حقائق مؤلمة و الكثير من الناس يفضلون الأوهام للاسف و مع ذلك فإن العلم عندما يقدم الحقائق فهو للاسف لا يعد بالسعادة !. من هنا نجد انتشار التنازل عن المنطق بين الغالبية .
- العقائد المتطرفة تتصادم مع بعضها و لا تقبل بمساحة محاكمة و حوار نزيه فيما يتعلق بها فمن يحبون الطبقة العاملة يكرهون الاثرياء و من يرون أن الاخوة بين الانسانية بطريقة غريبة يكرهون من لا يعتقد بفكرتهم !.
- نحن لا نعلم الى أي مدى يقترب بنا العلم نحو السعادة فما نشاهده هو الشقاء و التعب و قد تكون السعادة على بعد خطوة واحدة و مع ذلك نحاور انفسنا حول الاستسلام .
* العلم و السعادة :
يعرض العلم على الجنس البشري مقدار من السعادة مرهون بمجموعة من الشروط :
1- الرفاهية للجميع
2- توزيع السلطة على نطاق واسع ( ضد الاستئثار أو الاحتكار )
3- السيطرة على النمو السكاني ( بسبب محدودية الموارد في الأرض )
* استقرار المجتمع القائم على العلم
يرى المؤلف في هذا الفصل أن هناك اسباب طبيعية تتعلق بمحدودية موارد الأرض و استنزاف التربة و هناك تركيبة بايلوجية لدى الانسان تتعلق بتركيبته و تنافسه على البقاء مما سيذكي الصراعات و يتطلب قبول بالتحكيم و هنا أسباب نفسية جميعها تشكل عقبات أمام المجتمعات التي تعتمد على العلم .
* شروط الاستقرار
1- حكومة عالمية تتميز بتوزيع السلطة .
2- تحقيق الرفاه للجميع بشكل متساوي بحيث لا يكون هناك حسد .
3- نسبة ولادات متزنة تحد من النمو السكاني .
4- ضمان بقاء المبادرات الشخصية الكفيلة باستفادة المجتمع من افراده .
انتهى ..
اترك تعليقك