سماحة السيد باقر العبدالمحسن
فقيد العلم والتقى
سماحة السيد باقر بن السيد عبدالله العبدالمحسن رحمه الله
كان لسمعته الطيبة الزكية اكبر الأثر في القارة بفقد هذا السيد الجليل
فلقد كان سيدنا الفاضل عابداً ورعاً تقياً متواضعاً ذا نفس طاهرة وكان يجسد في سلوكه وعمله سيرة أهل البيت عليهم السلام
ولد سماحة السيد باقر العبدالمحسن ابو عبدالله في الأحساء ببلدة القارة في سنة ١٣٧٠ هجرية
وبعد أن أنهى مراحل التعليم الابتدائي والثانوي انضم الى شركة ارامكو السعودية واستمرت هذه الفترة اكثر من 32 عاماً تنقل من خلالها بين عدة وظائف كان أخرها مدربا أعلى للمهارات المكتبية
ثم انتقل بعد التقاعد مباشرةً الى الحوزة العلمية بالأحساء عام ١٤٢١ هجرية
درس في بداياته المقدمات وكان من أبرز اساتذته أصحاب السماحة :
السيد عبدالله الياسين
الشيخ علي الأحمد
الشيخ حبيب المطاوعة
ثم انتقل الى المرحلة الثانية السطوح وأتمها في وقتها وكان من اساتذته أصحاب السماحة:
الشيخ عباس القطيفي
السيد علي السلمان
الشيخ حيدر السندي
التحق بمجموعة دورات عقائدية على يد مجموعة من الاساتذة منهم:
سماحة الشيخ محفوظ الزويد
سماحة الشيخ عبد العزيز المزراق
كذلك درس اغلب باب الخيارات على يد سماحة السيد هاشم الشخص
وفي عام ١٤٣٥ هجرية انتقل الى المرحلة الأخيرة في النظام داخل الحوزة وهي البحث الخارج وحضر عند سماحة السيد هاشم السيد محمد السلمان وكذلك سماحة الشيخ حسين العايش وسماحة الشيخ جواد الدندن
كذلك شارك في مرحلة البحث وقدم بحثا بعنوان تعارض الأصول المقارنة بين السنة والشيعة وكان بإشراف سماحة الشيخ عبد العزيز المزراق وبإدارة الشيخ الدكتور محمد جواد الخرس
لم يكتفي سماحة السيد بالحضور في البحث الخارج على يد بعض العلماء والأساتذة في الأحساء بل استفاد بالدروس التي تبث عن طريق الشبكة العنكبوتية فحضر مجموعة من دروس البحث الخارج لسماحة الشيخ باقر الأيرواني في الفقه والأصول
كرم السيد الفقيد لتميزه في أكثر من محفل في الحوزة العلمية ولكن لتواضعه كان يرفض نشر مايشير الى مكانته وتميزه
فكرمه سماحة السيد علي الناصر السلمان في محفل في الحوزة عام ١٤٣٥ هجرية تقديراً لتفوقه ونيله درجة الإمتياز في السنة العاشرة من المراحل النظامية في الحوزة العلمية بالأحساء
كان إماماً للجماعة لمدة عشرين سنة تقريبا
كذلك شارك في بعض الإحتفالات في مناسبات مواليد أهل البيت عليهم السلام في بلدة القارة
تنقل في قوافل الحجاج في عدة حملات حاجاً ومرشداً من عام ١٤٠٣هـ الى أخر حياته
حصل سماحة السيد رحمه الله على عدة دروع وشهادات الشكر والتقدير من مصادر متنوعة من الحوزة العلمية بالأحساء ومن اللجنة الدينية ومن الجمعية الخيرية بالقارة ومن مؤسسات الحج
كان سخياً في عطائه فكان يرفض أن يأخذ أي مبلغ من قوافل الحج أو راتباً من الحوزة
وكان يتبرع من ماله في أغلب السنوات لمحتاج ليساعده في أداء فريضة الحج
ختم السيد حياته بالتأليف فخرج له كتاب لخطب الجمعة مطبوعاً
وعكف في آخر أيامه بكتاب آخر في تقرير لدروس البحث الخارج في الفقه ولم يطبع بعد
توفي سماحة السيد رحمه الله في شهر رمضان من ستة أيام مضت منه عام ١٤٤٢ هجرية بعمر ٧٢ سنة
إن فقد السيد خسارة كبرى ومصاب جلل وإن لنا من ذكرياته العطرة نبراساً مشرقاً ينير لنا حلك الأيام المحفوفة بالشهوات والفتن
فالسلام عليه يوم ولد ويوم انتقل الى ربه القدير نقياً طاهر القلب والضمير
اترك تعليقك