حفل مولد اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام
وسط حضور جميل من بنات العم افتتح حفل مولد امير المؤمنين بالصلاة على النبي وآله الاطهار
ثم جلوات ولائيه بصوت السيدة ام مسلم
ثم شعر عن الامام علي عليه السلام بصوت السيدة ام علي رضي
ثم كلمة الحفل الرئيسية بعنوان :( الامام علي .. بين الحقيقة والاسطورة) قامت بإلقاءها الشابة حوراء رضي
ثم مشهد تمثيلي قامت بأداءه اثير تاج و سهى محمود
ولا ننسى الطفلتين الرائعتين دانه مسلم و فاطمه رفعت
والشكر كل الشكر للاخت ام حسين حرم المرحوم السيد ابو عقيل لما بذلته من جهد ل احياء هذه الليله المباركه
نشكر الجميع على المشاركة و الحضور ونعتذر على اي تصير صدر منا
-اسرة السيد ابو عقيل-
((كلمة الحفل الرئيسية)):
عليّ.. حقيقة لا أسطورة..
بيضاء طاهرة الثياب كريمة طابت وطاب وليدها والمولد
أبارك لكم، ولكل إنسان مؤمن بالحرية والعدالة، ميلاد أمير الإنسانية.
عليّ كان وما يزال عنوان الإنسان الكامل.
اليوم لا أريد أن أحدّثكم عن عليّ في الوجدان الشيعي، ولا عن عليّ الرجل المؤثّر في التاريخ، صانع التحولات الكبرى، بل عن عليّ الإنسان.. عن بطل العدالة الصارمة، عن روح ليست كالأرواح، روح لا تستوعب المصلحة، ولا تبيع الحقيقة بثقل المصلحة.. عن قطعة كامله متكاملة من الحق.
استوقفتني عبارة كنت قد قرأتها عن الإمام عليّ لا أتذكر نصّها: "أنا لا أبدّل بالعدالة المصلحة.. المصلحة تُزيّف الحقيقة".. كرّرت قراءة العبارة مرات ومرات، واستشعرت للمرة الأولى المسافة الشاسعة بين الحقيقة والمصلحة. أيام وأيام مرت قبل أن يتبلور السؤال بشكل جليّ داخلي: ما هو محور عظمة الإمام عليّ؟ أتراه إمامًا؟ أتراه رجل سياسة؟ عليّ جامع الأضداد الصعبة، عليّ كمال العقل والقلب، هذان الاتجاهان المتعاكسان المتناقضان عند أغلب البشر، نجدهما في شخصية الإمام عليّ مترابطان متوازيان، يكمل بعضهما بعضًا.
عليّ.. منتهى القوة مع اللين، وما أصعب جمع القوة باللين!
عليّ، كمال العلم وتمام العمل.. وما أكثر العالمين وأقل العاملين!
عليّ الفيلسوف السائل والعارف الحائر.. وما أصعب اجتماع لغة الفلاسفة بلغة العرفاء!
عليّ رجل السياسة الأول، ورجل المسؤولية الاجتماعية الأكمل.. وما أقسى السياسيين وأرق حاملي لواء المجتمع!
عليّ واضع الأسس الواضحة للإنسانية.. عليّ أراد أن يقدّم النموذج في العطاء. ومن منطلق فهم الإمام لمسؤوليته تجاه البشرية، وليس فقط معاصروه، نجده لا يتحرك فقط في محور خدمة الإنسان كشخص كريم جواد قادر على العطاء، بل يسعى لإصلاح الإنسان، وذلك لأن الأثر المترتب على الإصلاح أكثر عمقًا وأبقى أثرًا، لأن الإصلاح ولو كان بطيئًا جدًا، وفي أحيان كثيرة يجب أن ندقق النظر لنراه؛ إلا أنه يفتح آفاق التغير ويقود ركب الإنسانية للتطور وعدم الثبات، أما الخدمة فهي إن كانت مستمرة وكاملة ودائمة؛ فهي تودي لكسل العقل والبدن والاتكال، لذلك نرى في كلام الإمام الكثير من المفاتيح والأسس الصلبة لأبواب عديدة من العلوم؛ كعلم الفلسفة والكلام والعلوم الاجتماعية والإنسانية والعرفانية.
يقول الإمام عليّ عليه السلام في إحدى الخطب: "من عرف نفسه فقد عرف ربه"، وهي تأسيس لمبدأ السير نحو الله.
كنت أتأمل أسماء الله (الخافض، الرافع، المعز، المذل، القابض، الباسط، المعطي، المانع)، كان من الصعب إدراك حقيقة الجمع.. يا للعجب! سيرة الإمام عليّ بحق سيرة جامع الأضداد، وهو المثال الكامل..
يقول جورج جرادق: "أيها الدهر، ليتك كنت تجمع كل ما أوتيت من قوة، وأنتِ أيتها الطبيعة، ليتكِ تجمعين كل قواكِ ومواهبكِ لخلق إنسان عظيم، نبوغ عظيم، بطل عظيم، ثم يمنح الوجود مرة أخرى بطلًا كعليّ".
أفهم الآن، وبشكل جليّ، لِمَ عليّ يعبده البعض ويقصيه البعض عن دائرة الكمال الإنساني.. عليّ عصي على الفهم.. عليّ سر من أسرار العظمة الإلهية..
اترك تعليقك