كلمة في ذكرى ولادة أمير المؤمنين عليه السلام
فلّاحُ حبك يا عليُّ وإن عتت
ريحٌ شَمَمتُكَ في الربيعِ الضاحي
في كعبة البيت الحرام كانت البداية وفي مسجد الكوفة المعظم كانت النهاية، في شهر رجب الأصب أشرقت أنوار الإمامة وفي شهر الله الأعظم بُشِّر بالفوز العظيم فكانت بدايته ونهايته من الله وإلى الله و في زمان ومكان مشرفين
وعاش بينهما عليا (ع) ساعيا لرضوان الله وأكبر همه صلاح الإنسان وكرامته وحريته .
فتراه في صورة الإنسان العابد الزاهد في محرابه الذي يناجي ربه وهو الذي يعرفه حق المعرفه فيقول ( .. تَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَتَخْبُرُ حاجَتِي وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي ، وَلايَخْفى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ وَما اُرِيدُ أَنْ أُبْدِيَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي وَأَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي وَأَرْجُوهُ لِعاقِبَتِي ، وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِيما يَكُونُ مِنِّي إِلى آخِرِ عُمرِي مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَّتِي وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرِّي … )
وفي أخرى تراه رجل الحرب الذي تهابه الأبطال وتفر من بين يديه كفرار المعزى من الذئب ولا يعرف الخوف الى قلبه طريقا فيقلع باب خيبر ويجندل مرحبهم ذو الطول الفارع والقوة الضاربة لليهود الذي كان يقول ( أنا الذي سمتني أمي مرحبا ) ليسمع الإجابة الواثقة من الطرف الآخر ( أنا الذي سمتني أمي حيدرة ) فيرديه عليا بسيفه صريعا
وبطولةٍ يروي الفقارُ فصولَها
حيث الفقارُ نهايةُ الإفصاحِ
هطلت صواعقُهُ مباركةً على
هامٍ توَرّمَ بالخنا سفَّاحِ
وفي جانب آخر تجده ذلك الأب الحاني ذو القلب الكبير الذي يخاطب ولده الإمام الحسن (ع) : ( وَوَ جَدْتُكَ بَعْضِي بَلْ وَجَدْتُكَ كُلِّي حَتَّى كَأَنَّ شَيْئاً لَوْ أَصَابَكَ أَصَابَنِي وَكَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاكَ أَتَانِي فَعَنَانِي مِنْ أَمْرِكَ مَا يَعْنِينِي مِنْ أَمْرِ نَفْسِي )
وكان ذات يوم مع قنبر خادمه في السوق واشترى ثوبين أحدهما بثلاثة دراهم والآخر بدرهمين، فقال:
يا قنبر خذ الذي بثلاثة، فقال: أنت أولى به تصعد المنبر وتخطب الناس، فقال:
وأنت شاب ولك شوه الشباب وأنا استحيي من ربي أن أتفضل عليك .
شرِبوا هواك معتَّقًا في (هل أتى)
و(التينِ والزيتون ِ) ماءَ قراحِ
كما مر (ع) في أحد معاركه على كنيسة وراح يمعن النظر فيها فقال له أحد جنوده لطالما عصي الله هنا
فرد عليه (ع) ويحك لطالما عُبد الله هنا
هذا الموقف من الإمام هو رسالة واضحة الى الانسانية جمعاء بان لكل دين وسيلته للتقرب للخالق (عز وجل) وان كل الاديان هي محترمة ومقدرة لطالما هدفها الله جل وعلا
وصفوا وما وصلوا ولستُ بخيرِهم
لو أنّ سبعة أبحرٍ أقداحي
قالوا ومابلغوا عشيرَ ضيائِهِ
فالشمسُ لا تُحوَى بقبضةِ راحِ
فما أحرى بنا ونحن نجدد ذكرى مولده الشريف أن نعيش عليا (ع) في عبادته
وعليا في إنسانيته وعليا في حنانه وعليا في فكره وعليا في إيثاره
يجري غديرُ الحبِّ ملءَ محابري
وأعبُّ من شطآنِهِ أفراحي
التعليقات
كلمات رائعة في حق أمير المؤمنين عليه السلام
احسنت و ابدعت يا سيد
بارك الله فيك
ابدعت سيدنا بارك الله فيك
احسنت وبارك الله فيك سيدنا ابو مصطفى على هذه الكلمات المضيئة من شخصية لم يكررها التاريخ....
امير البيان.... امير السلام.... امير المؤمنين...
اترك تعليقك