نبض القلم

قصيدة (مُحب)... لسيد من كرام العائلة يرثي حبيبته بل يقدم لنا درساً أجتماعياً و رومنسياً في قمة الجمال والروعة, درسا نابعاً من حلاوة الحب الممزوج بألم وحسرة الفراق, درساً نابعاً من جمال وروعة ونبل روحه الطاهرة فرحمة الله على السيد أبو هاشم وعلى حليلته السيدة أم هاشم وعلى جميع أموات المؤمنين والمؤمنات.

لوردة قلبي أم هاشم أجزع          على قبرها عيني تصب وتدمع

وأبكي عليها سرمداً ومسهداً          بساعة حزن فوق لحديها أركع

وأنحب فوق القبر كالطفل باكيا          على تربة من دونها الشمس تطلع

فقبرها في الصحراء على رمضة الجوى          وقلبي معها دونها يتصدع

فهذي قلبي أم عيوني وكبدتي          تحن كصادي العيس في الأرض تجزع

فما دامت الدنيا لشخص ولا فتى          ولا حاكم في الأرض يصدع ويمنع

فكل الذي في الأرض طين وتربة          يؤوب إليها بل إلى الأرض يرجع

فحنت أمامي ثم ناحت وأجهشت          وراقت بعينيها إلي تودع

فما نظرتني غير خمس دقائق          بميض محياها العزيزة تنزع

فأي مصاب يا أبنت العم أصبر          من الموت أم نهل المنية أقنع

فقد مات قبلي ثم ثبلك أمة          فأوعظهم قبل المنية يوشع

فهذا قضاء الله للخلق كلها          سيهلك من في يومه الشمس تلمع

فلا تجزعي يا أم هاشم بالردى          فأني على اللحدين أبكي وأخضع

فهيأت نفسي للمنون أزورك          بأقرب أيام إلى القبر أهرع

فتحمل نعشي خلتي وأحبتي          كما حملوا نعش الجوادين أربع

فمن فقد الزوجة فقد مات نصفه          ولم يبق من بعد المنية أضلع

فإن أذن الناعي كمدية في الحشىء         يقطع أحشاء المرء باليد أصبع

فلا ينبغي للمرء أن ينسى زوجته          سهاد لياليها بطفلك ترضع

ولا تعذلوا شخص فآدم قد بكى          على روح حواء حين تغدو وترجع

فناح عليها في الفرات ويثرب          وطوس وحطين ورجلاه تضلع

فشم تراب الأرض في أرض نينوى          وخر صريعا فوق قبرين ينجع

فلا تبكي حواء فهي في أرض مكة          تراها أمام الركن تسجد وتركع

فوالله أني قد رأيت أم هاشم          تصلي أمام الركن والقلب يخشع

فطافت على الركنين سبعاً وقبلت          جوانب بيت الله للرب تخضع

فترفع كفيها لتدعو بقلبها          ليغفر لها الرب العظيم ويسمع

فيا رب أحشرها مع المصطفى النبي          ومع أهل بيت الطهر في الحوض تكرع

فيدخلها رب البرية جنة          مع الفاطمة الزهراء تُحشر وتتبع

على الكعبة الغراء ترفع كفها          تنوح إزاء البيت يوما تودع

فرب البرية لا يخيب من دعا          فيأمر أهل الحق للخلق تشفع

تجمعن حول القبر نقرأ سورة          لتنعم بها عند الصراط وترفع

                                                                                                       حررت في 17/8/1428هـ