*رسالة "المعنى"*

منصور محمد 
٢٤/٠٣/٢٠٢٤

حضرتُ منذُ مدة فعالية TEDx المُقامة في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. فعالية TEDx حسب موقع Ted.com هي أفكار تستحق النشر تقوم فكرتها على مشاركة محاضرين ملهمين أفكارهم الملهمة مع الجمهور لتعم الفائدة الجميع. شاركَ في هذا الحدث سبعة محاضرين تراوحت رسائلهم بين صناعة المحتوى و تأثيرها على شخصية الإنسان و الأسئلة الوجودية التي تدور في أذهان الجميع  مثل "من أنا؟" "ماذا أُريد؟" "كيف سأنجح؟" و رسائل أخرى من حديث النفس لدى الأشخاص المحبطين مثل "انت فاشل" "ما عندك خبرة" مين أنت عشان تقدر" 
 " القطار فاتك" و كيف تعامل معها أصحابها حتى تخطوا الصعاب و وصلوا الى عالم النجاح. 

بدأ الفريق الإعلاني المسؤول عن هذه الفعالية مهمته قبل فترة ليست بالقصيرة في الترويج لهذا الحدث المهم الذي سيقام في الحرم الجامعي. قاموا بصنع طائرات ورقية باللون الأحمر "اللون الأحمر هو اللون الرسمي لفعاليات TEDx”. كل طائرة ورقية كانت تحمل رسالة تشويقية عن الحدث تُوزع بشكل مدروس على طلاب و منسوبي الجامعة لتحفيزهم على الحضور و المشاركة في هذه الفعالية التي ستقام في مركز المؤتمرات في الجامعة. 

الطائرة الورقية التي سقطت أمامي كانت تحمل رسالة ذاتَ معنى لم يتطرق له المحاضرون السبعة. الرسالة التي قرأت كانت تقول "تم إعداد و تنفيذ هذا الحدث بإشراف و متابعة طلابية بالكامل". هنا أخذني التفكير الى منحنى آخر. حدث ضخم، حضور عالي المستوى و محاضرين معروفين على المستوى العربي كلهم في يوم و احد على مدى خمس ساعات و برنامج حافل يتخلله الكثير من الإضافات الصوتية و الضوئية كانت بتخطيط و إعداد أبناء و طلاب الجامعة. آخر فقرة تحدث فيها الطلاب المنظمون عن مدى تأثير تنظيم مثل هذه الفعالية على شخصياتهم و طريقة تفكيرهم. 

أبنائي الطلاب، بناتي الطالبات الرسالة التي أود ان أوجهها هنا هي أن الحياة الجامعية ليست محاضرات و اختبارات فقط. الحياة الجامعية مركز مصغر تُتاح فيه الفرص لكم لتطوير أنفسكم من جميع النواحي. المشاركة الفاعلة في تنظيم المحاضرات، الانخراط في الأندية الطلابية، تكوين العلاقات الاجتماعية و التطوع في مجالات مختلفة كلها ستعود عليكم بالفائدة العظيمة التي لا تقل أهمية عن مستواكم الدراسي و التحصيل العلمي. بل انني أُؤكد أن تطوير المهارات الناعمة مثل ادارة الوقت، الإبداع و التواصل الاجتماعي الفعّال من شأنها رفع مستواكم الدراسي و نيل أعلى الدرجات. 

في الاجتماعات المهمة أو دورات تطوير الذات كانوا دائماً يأمرونا بالتفكير خارج الصندوق. أنا هنا ادعوكم للتفكير و كأنه لا يوجد أمامكم صناديق و لا حدود لطموحكم سوى عنان السماء !