فكرة ورأي( 4)

| نبض القلم | 2021/12/04

 

​​​​​يُّعرف العمل التطوعي بتقديم شخص او مجموعة اشخاص العون والمساعدة للآخرين، وبذل الجهد لأجل عمل الخير وتحقيقه ونشره في المجتمع دون انتظار أي مقابل، وسُمّي العمل التطوّعي بهذا الاسم لأنّ من يقوم به طوعيا من تلقاء نفسه دون أن يجبره أحدٌ على ذلك، وانتشار العمل التطوعي في المجتمع مؤشر على غلبة الخير فيه، ودليلٌ على انفتاح أفراده على كل ما هو جميل ومفيد للآخرين، ودليلٌ أيضًا على ترابط وازدهار المجتمع وتقدمه.
ِ 
ألا ان الملاحظ ان العمل التطوعي يشكوا نقصا وعزوفا شديدين من قبل افراد المجتمع وخصوصا فئة الشباب منهم كون هذه الفئة هي من تمتلك القدرة والطاقة للانخراط في الاعمال التطوعية المختلفة.
وهنا نستعرض بعضا من الأسباب التي أدت للعزوف عن العمل التطوعي:
*  أولها عدم انتشار ثقافة (التطوع) بالمعنى المعرفي، لدى أفراد المجتمع وفي المدارس والجامعات، إضافة إلى عدم وضع استراتيجيات وخطط عمل مناسبة والتي يستطيع المتطوع ان يكون مشارك فعال وليس مجرد شخص ينفذ ما يطلب منه بما يكفل إيجاد فرص حقيقية لمشاركة الشباب في اتخاذ القرارات المتصلة بالعمل التطوعي، تساهم إلى حد بعيد في وضع العمل التطوعي في مساره الصحيح، وزيادة الإقبال عليه.
* احتكار العمل التطوعي على فئة أو مجموعة معينة وعدم خلق قيادات شبابية جديدة تكون رافداً مهمًا لاستمرارية العمل التطوعي وكذلك عدم تكريمهم  ووضع برنامج امتيازات وحوافز لهم وذلك لتشجيعهم على العمل التطوعي مهما كان حجمه أو شكله أو نوعه.
*  ضعف الموارد المالية التي تدعم المؤسسات التطوعية لا تساعد على ديمومة واستمرار الأنشطة التطوعية مما ساهم إلى حد بعيد في عزوف الشباب عن المشاركة في مثل هذه الانشطة.
*  واخيرا أن الفهم الخاطئ من أولياء الأمور للعمل التطوعي والأنشطة الطلابية هي سبب رفضهم لالتحاق أبنائهم بها، مشيرة إلى ضرورة السعي إلى التوعية بأهمية العمل التطوعي والنشاط الطلابي في تنمية شخصية الشباب ويكون ذلك من خلال دورات تثقيفية من خلال المدارس او الأندية الرياضية او عن طريق مؤسسات المجتمع المدني كالجمعيات الخيرية وغيرها.

السيد محمد جواد العبدالمحسن( أبو مرتضى)

 

*( العزوف عن العمل التطوعي له آثار سلبية جدا ومنها عدم ترابط أفراد العائلة والمجتمع، وهذه نتيجة طبيعية مع متغيرات العصر و اختلاف تفكيره)*

تتعدد الأسباب حول العزوف والابتعاد عن العمل التطوعي وهذا ناتج عن انعدام الوعي والثقافة بحقيقة مفهوم العمل التطوعي وأهميته في حياة الفرد والعائلة والمجتمع فالأفراد الآن يفكرون بطريقة أنانية ومصلحية حول أهمية استثمار إمكانياتهم وخبراتهم ونشاطهم وجهودهم لأنفسهم وفيما يعود عليهم بالنفع فقط وأن العمل التطوعي من أجل العائلة والمجتمع فيه ما فيه من الازعاج والمشاكل والنقد وعدم الرضا من الآخرين عن الأعمال المقدمة لهم .. 

وهذه النظرة السابقة تحتاج منا إلى تظافر وتعاون وحوار وتحليل مع الشباب والكبار وكل الفئات حول إعادة تصحيح مسار هذا المفهوم وكيفية إزالة اللبس الذي أدى إلى وجوده على أرض الواقع ..
 
فأفراد العائلة يملكون مواهب وإمكانيات كبيرة وطاقات متألقة نحتاج فقط أن نحاورهم حول مفهوم العمل التطوعي وآثاره على الفرد والعائلة والمجتمع وأن الانخراط فيه وخدمة الناس يحتاج إلى دافعية واعية لجني ثماره على المستوى الاجتماعي بعد بذل الجهود في رعايته والعناية به .. 

لا شك أن العمل التطوعي من أجل خدمة الآخرين فيه جهد كبير وانصراف عن الترفيه واللعب والخصوصية ولكن في المقابل فيه مسؤولية اجتماعية وعطاء وأجر من الله كبير وتنمية للمواهب وبناء الخبرات ..

السيد بكر عبدالله العبدالمحسن( أبو محمد)

 

 

إن العمل التطوعي يحتاج للتضحية من جميع النواحي سواء بالوقت أو تحمل النتائج باختلاف أنواعها والصبر ويحتاج تهيئة روحية كي تجابح مايقف أمامها وتتصدى له بروح معنوية.

ربما البعض ينتظر من خلال العمل التطوعي المدح والثناء ،أو المقابل المادي عندما يكون بحاجة له  لذلك يصاب بالإحباط . 

إن في العمل التطوعي لذة لايشعر بها إلا من تكون روحه قريبة من الله وعطاؤه شوقاً لهذا القرب . 
فلايشعر بتعب ولانصب .

السيدة نوال عبدالله سلمان العبدالمحسن( ام محمد)

 

 

النتيجة طبيعة مع متغيرات العصر ؟  نعم ولكن ليست نتيجة مرغوبة أو إيجابية لإن سلبياتها ستكون بالفعل تفكك الإسرة والمجتمع وسنحرم من آثار وبركات التطوع المجتموعي.
ولعل السؤال يكون كيف تعتقد أنها نتيجة طبيعية ( العزوف)؟
أول الأسباب هو الخطأ الذي وقع في استمرارية اللجان السابقة والمتصدية لفترات طويلة جدا وهذا يولد إحساس بأن المتصدي اللاحق سوف يستمر لسنوات طويلة كما استمرت اللجان السابقة ، من هنا أعتقد بأن المدة المعتادة والمتعارف عليها في مدة اللجان التطوعية وهي تقريبا (٤) سنوات هي أكبر عائق للإنخراط في العمل التطوعي ولذلك المدة المناسبة التي أعتقدها هي سنتين فقط و إن كانت سنة واحدة أفضل وهذا سيسهل في قبول الأشخاص الأكفاء في الموافقة على الإنخراط في العمل التطوعي مع قبول لجان متتالية ولاحقه لقصر المدة والإحساس  بالمسؤولية سيدفعهم لذلك بدون تخوف من المدة الطويلة والفترة التي ستكون شاقة .

السيد حسن عبدالهادي العبدالمحسن( أبو ميثم)

 

 

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطييبين الطاهرين 
التطوع هو أحد مصادر الخير التي يريد أغلب الناس القيام بها وطبيعة النفس السامية 
تحب تقديم الخير والمساعدات لذوي الحاجة وإسعادهن
وإن تقديم المساعدات بالتطوع تختلف من شخص  لآخر فمثلاً  تارةً تكون بالمال وتارهً تكون بالعمل والمساعده
والتنافس على فعل الخير والتطوع  امر به الله سبحانه و تعالى في قوله 
 (( وفي ذلك فاليتنافس المتنافسون)) 
 ولذلك لا تجد كل الأشخاص حاصل على هذه الصفة 
والتنافس في فعل الخير والتطوع هو سبب لرفع الهمة وإثارة الحماس ويكشف عن معادن الناس وعلو نفوسهم وقوة العزائم والتنافس في التطوع في فعل الخير لابد أن يكون أولاً وأخيراً هو لوجه الله وأن يكون بأسلوب حسن 
والإسلام ما كان غافلاً  عن الجوانب التطوعية في هذه الحياة بل أظهر ها بكل جلاء وأهمية لهذا الأمر ليسعى من خلاله لزرع المحبة والرحمه في هذه المعموره
والقرآن الكريم كتاب أنزله الله تعالى ليصلح  به أحوال  العباد والبلاد  في الدين والدنيا والآخرة  كتاب يدعو  إلى 
الرقي  والترابط بين المجتمع  والفرد 
لذا  حثنا الله تعالى على العمل التطوعي وضرب لنا  أروع  الأمثلة  
مرغباً في ذلك 
(( وما تقدموا  لأنفسكم من خير تجدوه  عند الله 
إن الله بما تعملون بصير )) 
( وقال تعالى ) 
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ) 
أي يقدموا مصلحة الفرد على مصلحتهم  العامة 
وأحب الأعمال إلى الله عز وجل  سرور تدخله على مسلم تكشف عنه كربة أو تقضي عنه ديناً أو  تطرد عنه جوعاً  ولأن أمشي مع أخ  في حاجة  أحب إلي في أن أعتكف في هذا المسجد 
والعمل التطوعي ركيزة أساسية في بناء المجتمع ونشر التماسك الإجتماعي بين الأفراد  والجماعات والعمل التطوعي ممارسة إنسانية  ترتبط  إرتباطاً وثيقاً 
بكل معاني الخير والعمل الصالح  عند كل المجموعات البشرية من ذو القدم  والعمل التطوعي هو الجهد الذي يبذله الإنسان  بلا  مقابل 
سواء أن كان لدولته  أو لمجتمعه  أو لأفراد عائلته   بدافع منه للإسهام في  تحمل هذا العمل والجهد الذي سيبذله  للآخرين 
كما يشمل العمل التطوعي عدد كبير من الجوانب الحياتية والمجتمعية حيث أن أعمال الخير والتطوع مطلوبة في كافة مجالات الحياة  وهي لا تنحصر في مجال واحد أو في أفراد معينة بل في جميع المجالات وفي جميع الاشخاص  لكل من يرى في نفسه التأهيل للعمل التطوعي 
وتتاح له الفرصة في الخدمة لدولته أو لمجتمعه أو لعائلته  مثلاً  إذا حصلت له فرصه في خدمة الحجاج 
أو في أي مجال آخر لا يتذمر بل يخدم بإنسانية وإخلاص 
والعمل التطوعي يقوم بإظهار الصور الجيدة عن المجتمعات بشكل عام ويقوم بإرساخ الأخلاق والقيم الحميدة لدى الأفراد بشكل  خاص وتحث الأعمال التطوعية على إظهار  روح  المشاركة والتعاون 
ونشر الخير و السعادة ورسمها على وجوه  أفراد المجتمع  فكلما زاد  عدد البشر الذين يقدمون فعل الخير  زادت
روح   الألفة والمحبة في المجتمع زادت  رفعة وسمو  للمجتمع 
الإستفادة من أوقات الفراغ واستغلالها في شيء يفيد المجتمع 
ويفيد من حولك 
ويفيدك  وهي تجارة  طيبة مع الله عز وجل فكلما قدمت من الخير 
قلت المسافة التي ستقطعها للوصول إلى الجنة والخير في الدنيا والآخرة كما وعدنا الله عز وجل 
والعمل التطوعي إذا قام به الفرد عن قناعة وإخلاص وهمة وفكر وحب في هذا العمل الذي سيقوم به سيجد فيه لذة وسعادة وراحة للنفس 
فيجب عليه أن يشكر الله على ما أنعم عليه وسهل له ذلك العمل لأن فيه  في الدنيا سعادة له وللآخرين 
وفي الآخرة رضا الله والله ولي التوفيق

السيدة زكية ابراهيم العبدالمحسن( ام حسن )

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

بسم الله الرحمن الرحيم
لو تطرقنا لمفهوم التطوع إنما هو البذل والعطاء بحدِ ذاتهِ من غير كراهية أو جبر ٠ لما يعود على الشخص نفسه بالنفع والخير الكثير والأجر الكبير ٠ كما قال تعالى ( ومن تطوعَ خيراً فهو خيراً ) ٠٠٠
وطرقهِ متعدده / منها التطوع بالمال ومنها التطوع بالوقت ومنها التطوع بالعلم والبحث والفكر والاصلاح وهكذا ٠
فكثير مايجد المتطوع أنه في نعمة كبيره يغفل عنها الآخرين ولايشعر بلذتها إلا من قام بتجربتها ٠
وكما يقال ( يداً واحده لاتصفق )
فلنتكاتف ونتعاون يداً بيد بنية خالصه لوجه الله الكريم لإنشاء أسرة كريمة أو عائلة مثقفة متطورة أو مؤسسة تطوعية يكون لها الاشراف من قريب ومن بعيد لسد حاجة الأفراد والجماعات التي لاتملك القدرة للقيام بالمهام الصعبه ٠٠

اثنين, 06/12/2021 - 12:39ص رد

كلام جميل ومشاركات قيمة من المشاركين... وجميعهم لهم باع كبير في العمل التطوعي...
واضيف شيء بسيط على ماذكر ووجهة نظر فقط
ان العمل التطوعي في الفترة المقبلة سيقع بين امرين
( اما التجنيد او الخصخصة)....
بمعنى ان يكون اجباري على الشخص الخدمة في مجال معين وهذا ماتمنهج له وزارة التعليم في تعليم المسارات وهي ان ينخرط الطالب بعمل تطوعي معين بحيث يضاف له كساعات دراسية في الخطة الدراسية
وكذلك في البيئة العائلية ان يكون على رب اسرة يحث اولاده بالدخول في عمل تطوعي معين وهنا لا اقصد بالاجبار ان يكون الامر تعسفي ولكن ان يكون هناك ترغيب وتوجيه من قبل الابوين للابناء بالانخراط لهذه الاعمال التطوعيه
اما الخصخصة.... وهي ان تتبنى اي مؤسسة اجتماعية سواء كانت عائلية او اكبر من ذلك مميزات وحوافز مادية ومعنوية لكي يكون للعمل ديمومة واستمرار....
وفي كلتا الحالتين سيكون الأثر منصب على الفرد نفسه لما سيكتسب من مهارات وخبرات وعلى المجتمع من خدمات و افكار متجدده...

أحد, 05/12/2021 - 10:07م رد

العمل التطوعي شيء جميل لأن التطوع سبب من اسباب تغير الانسان الى الافضل ويحفزه من نواحي كثيره ويجعله اجتماعي وتعاوني ويقوي شخصيته وقدرته ايضا ويعزز ايضا مشاعره ويجعل المبادره شيء اساسي بالنسبه له ويقضي على مخاوف الالتقاء بالناس ، ف اقترح ان يكون هناك قروب للشباب والشابات لتكوين كوادر متطوعه وان يكونو ضمن الافرقه المشاركه في الاعمال التطوعيه مثل مهرجانات او ملتقيات وما الى ذاك على مستوى المملكه

أحد, 05/12/2021 - 7:29م رد

للامانه عمل الخير والتطوع هو متجذر في جينات هذه العائله الكريمه
وبالمقارنه مع مجتمعنا نجد استمراريه في انتاج شباب وشابات تتطوع وتعمل وتطور كل مجالات العمل الاجتماعي اللي يدخلون فيها
فقط في البدايات اتمنى تشجيع المبتدئ في العمل التطوعي فهو احوج للتشجيع من شياب العمل التطوعي
ومشكورين وموفقين