فكرة و رأي (٣)
نرى نحن الأباء أنّ منح أبنائنا مصروفًا يوفر لهم كل كماليات الحياة وليس فقط الاحتياجات قد يحفزهم على المذاكرة والاجتهاد في مدارسهم، ويمنعهم ذلك من التعرض لمواقف محرجة أمام زملائهم، على الرغم من يقيننا أنّ المصروف الزائد عن احتياجاتهم قد يكون عامل إفساد ويدفعهم لاتباع وارتكاب سلوكيات غير مقبولة، ولكن الدافع وراء اعتقادنا ذلك هو أننا نخشى أن يشعر صغارنا بنوع من الحرمان؛ لقلة المصروف مقارنة بغيرهم من الأطفال ولكن المبالغة في المصروف قد تجعل من الطفل شخصية مترفة، مبذرة، غير مبالية بما تملك، وغير مقدره لقيمة الجهد الذي نبذله لتوفير هذا المصروف.
الا أن المصروف المعتدل الذي يكون ناتج عن قرار طويل من الأبوين ويكون بعد المتابعة والتواصل وتفهم احتياجات الطفل من الممكن أن يكون وسيلة قوية لتكوين شخصية الطفل ومساعدته في تفهم معنى الملكية والتوفير والادخار وقد يكون وسيله جيده في تعليم الطفل حدوده وقدراته وتكون لديه قناعه ورضا بما لديه.
كذلك اعتقد ان المصروف غير المبالغ فيه والذي يكون في حدود قدرة الأبوين المادية له دور كبير في التربية إذ انه يمكن ان يستخدم كمكافئة وعقاب للطفل و قد يصبح فرصة تربوية مؤثره إذا صاحب صرفه قواعد وإرشادات وكلمات تحفيزيه، وبذلك يشعر الطفل بالإنجاز و تزداد ثقته بنفسه.
هاشمية محمد العبدالمحسن
إن مصروف الجيب المخصص للأطفال لا يقدر بقيمته المالية بقدر ما هو وسيلة مهمة لتدريب الصغار على تقدير أهمية المال وتعليمهم كيف يكونون مستهلكين واعين ومن المؤكد أن مصروف الجيب بمثابة أولى الخطوات التي يخطوها الطفل في مجال الإدارة المالية و تصب في خانة تعويد الطفل على تحمل المسؤولية وتطوير مهاراته في التعامل مع المال ولكن يجب الحذر من ترك الحبل على القارب واعطاء الطفل مبالغ كبيرة تجعله لا يشعر بقيمة المال ولا يستطيع ضبط النفس حيال رغباته الكثيرة في وقتٍ تكون جيوبه ممتلئة بالمال ورقابة الأهل مفقودة فيأخذه الفضول لتجربة أشياء قد تضر بصحته كبعض مشروبات الطاقة واقتناء العديد من الأجهزة الإلكترونية الفارهة في ظل غياب تام لرقابة الأهل وعندما يكبر هذا الطفل ويصبح شاب فجأة يطالبه الأهل جميعاً بالإدخار والمحافظة على المال والإستعداد للمستقبل ، كيف ذلك وأنتم من قتلتم الوعي في مهده !!
محمد باقر العبدالمحسن
المصروف اليومي له أثر كبير في شخصية الابن بحيث يؤثر في تنمية عادات سلوكية من قبيل الاقتصاد والتخطيط أو حتى الإسراف وألا مبلاه ولذلك يحتاج إلى ضبط ورقابة شديدين. فعندما يكون مصروفه غير مخطط ومدروس بعناية من حيث مقارنة حجمه مع حاجات الابن الفعلية ومستوى وعيه وإدراكه؛ فقد يؤدي الى حدوث خلل ما، سواء في شخصية هذا الابن أو في تربيته من الناحية القيمية والأخلاقية إذا كان المصروف أكبر من حاجة الابن قد يؤدي إلى عدم تقدير لقيمته الحقيقة وضرورة الحفاظ عليه، وسوف يستسهل الحصول عليه، وهذا سوف يجعله يتصرف بتبذير ولا مبالاة، ويرى أن كل ما يريده متاح مما قد يتعدى إلى فعل كل ما يحلو له حتى لو كان خاطئًا فالمصروف ليس مجرد مكافأة مالية يحصل عليها مقابل قيامه بسلوك معين أو استجابة مرغوبة، وإنما يجب النظر إليه كبعد تربوي، وأسلوب يمكن أن يتعلم الابن من خلاله العديد من خبرات الحياة وقيمها.
غيداء جعفر العبدالمحسن
سوف أنطلق من القاعدة التي تقول "لا إفراط و لا تفريط" و هنا ينبغي على الوالدين اتخاذ قراراً في أمور متعددة ومنها الإنفاق المحدد لكل فرد من أفراد الإسرة بشكل فردي و يجب مراعة في ذلك المقدار من المصروف التوقيت والكمية و الكيفية و قد يدخل في ذلك معايير أخرى لإن هذا الموضوع تقديري و يعود في تقييمه الأبويين تبعاً للظروف الاقتصادية للبيئة المحيطة و يشمل الحالة المادية للأسرة - عمر الأطفال - كيفية تقدير احتياجه و مدى نضجه - و هل مستلزمات كل فرد من أفراد الاسرة موفر له أم لا ...... و هل هم مدركين لقيمة هذا المصروف و مدى أهميته لتلبية احتياجاتهم و لا أنسى الالتفات إلى تقييم مدى رغباتهم و طبيعتها . هنا وبعد التفكير العميق لكل المعطيات المحيطة نستطيع من خلال تحديد عمر الطفل الذي يبتدئ به الوالدين بتمكين أبنائهم من إعطائهم المصروف والذي سوف يعتمد على عنصرين.. الأول وضع الإسرة المادي والثاني تقييم أسعار السلع التي يحتاج لها الأبناء في حياتهم اليومية. لا شك أن هذ السلوك مع الأبناء يترتب عليه آثار تعتمد إيجابياتها من سلبياتها على تقييم وتقدير الوالدين لما يبذلونه لهم وكيفية قياس النتائج. وسوف نسلط الضوء هنا أولا على الجانب السلبي والعشوائي فعدم تمكين أفراد الإسرة من مخصص مالي دوري حتماً سوف يولد شعوراً بالحرمان، و إن كان المقدار المالي المخصص غير كافي له أو لها سوف تدفع الطفل إلى سلوك منحرف و هذا خطر، و إن كان هذا المخصص المالي أكبر من حاجته حتماً سوف تتولد مع الطفل شعور باللامبالاة و الإسراف وعدم تقدير أهمية المال و قد يكون سبباً لاكتساب عادات سيئة و خطيرة جدا. أما إذا اتبعنا منهجا منظما ومحدد لهذا المصروف سوف ننجح في بناء شخصية تشعر بالاستغلالية ومعتمدة على نفسها ومع المتابعة سوف يتعلم كيف يدير مدخراته ويصبح هذا المصروف له قيمة لديه ومن خلاله يستطيع أن يحقق به بعض تطلعاته ويتعلم كيف و متى يصرفه و هذا أيضا سوف يكون دافعاً لتقنين قرارته في حدود إمكاناته المالية ولا شك مع وجود أهداف مستقبلية لديه سوف يحفزه على الادخار لتحقيق هذه الأهداف التي سوف يكون لها الأثر الإيجابي في ثقته بنفسه. من هنا ... لا بد من تخصيص مبلغ (مصروف) يمنح لكل فرد من أفراد الإسرة بشكل منتظم و في وقت محدد و عمل نوع من التفاهم بين الأبوين و بينهم بخصوص ذلك و أنهم لن يحصلوا على مبالغ إضافية في حال صرفوا جميع ما لديهم قبل الموعد المحدد، أيضا عزيزي الأب كن سخياً مع أبنائك بشكل مدروس و شجعهم على ثقافة الادخار بشكل دوري و لو بمبلغ بسيط و أن يدونوها في سجل (دفتر مثلا) يوثقون فيه مدخلاتهم و مصروفاتهم و الفائض من أموالهم، وهذا سوف يساعدهم على تصحيح أخطائهم حاول عزيزي الأب وعزيزتي الام أن تقيموا وتعيدون التقييم لما تمنحوه لأولدكم حسب فئتهم العمرية لا بحسب التساوي بينهم وأن نضع حدوداً للمسموح بشرائه من عدمه.
فلاح عبدالله العبدالمحسن
التعليقات
موظوع رائع وأثراءات اكثر من رائعة .. بارك الله في هذه الاقلام الفذة والعقول النيرة من شباب وشابات عائلتنا المبدعون والشكر موصول للجنة الاعلامية
أحسنتم على هذا الطرح الجيد. ينبغي على الأباء و الأمهات أن يحثوا أبنائهم على قراءة هذا الموضوع و التفاعل معه لأبداء آرائهم. شجعوهم على ذلك حتى لا يكونوا متلقين فقط. ألف شكر للأخوة و الأخوات المشاركين و للجنة الأعلامية على هذا النشاط المتميز في طرح كل ما فيه فائدة لأبنائنا و بناتنا وفقهم الله لكل خير.
أحسنتم جميعاً يأخوه و اخوات على المشاركات القيمة والنافعه ونفع الله بكم العائلة وجعلكم ذخراً لها.
كل الشكر والتقدير على أختيار هذا الموضو الرائع والمميز حيث اننا اليوم في أمس الحاجه الي التحاور ومشاركة العقول النيرة امثالكم من أبناء وبنات العائلة للوصول الي أفضل الوسائل والطرق في التعامل مع الابناء من الناحية المادية. شكراً للجنة الاعلامية وشكراً لجميع المشاركين والمشاركات.
اترك تعليقك