أهل الله …

| نبض القلم | 2021/07/19

*(أهل الله...)*

*( ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)*

يوم عرفة يوم المعرفة، معرفة الله...
*( اَوجَبتَ عَلَىَّ حُجَتَّكَ، بِاَن اَلهَمتَنى مَعرِفَتَكَ،)*
يوم عرفة ويوم العيد هو ليس فقط يوم القرب من الله،  هو يوم يحاول فيه الإنسان أن يكون أقرب القرب من الله.
في يوم عرفة ويوم العيد، ندعو ونصوم ونصلي ونتوسل وكل هذا مطلوب وحسن، فهذه أيام ذكرى وأيام شكر، نذكر فيها الله ليذكرنا...
*(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)*
هي أيام نلتفت فيها لأنفسنا ونتذكرها لعلنا نسيناها فذهبت بعيدا عن الله، فكلما ابتعدنا عن انفسنا بنسيانها وعدم الإهتمام بها ابتعدنا عن الله...
*(وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)*
فمن ينسى نفسه فهو في لغة القران فاسق، منحرف عن الطريق إلى الله...فهذه الآية الكريمة تقول لنا...هل تريدون أن تعرفوا من الذين نسوا الله،...من هم يارب....؟ الذين هم نسوا انفسهم...
فذكر الله هو المكون لفطرة الإنسان، فمن ينسى هذا يأخذه الطريق إلى غير الله...
 *(أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ)....*

ولعل من أهم وأهم الأشياء التي علينا ان نتذكرها في أنفسنا حتى لا ننسى الله هو...
*هل نحن من أهل الله*، ما أعظم أن يكون الإنسان من أهل الله...
*(أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)*
وها نحن في صلاة العيد نردد هذا الدعاء في قنوتنا...
*(وأهل العفو والرحمة وأهل التقوى والمغفرة)*
فأهل الله هم أهل العفو، والعفو هو المحو، فإذا أردنا أن نكون من أهل الله علينا أن نمحوا ما في قلوبنا من كراهية وحقد وحسد، علينا أن نعيد الطهارة والسلامة لقلوبنا بمحو كل ما يبعث في قلوبنا على الكراهية والقطيعة والضغينة والتحاسد...
يوم عرفة والعيد هو يوم محو القلوب، نمحوا من قلوبنا الكراهية فيمحوا الله ذنوبنا...
يوم عرفة ويوم العيد هو إختبار عملي لنا، هل نحن من أهل العفو، هل نريد حقا أن يدخلنا الله لنكون من أهله...  *(وأن تدخلني في كل خير أدخلت فيه محمدا وآل محمد، وإن تخرجني من كل سوء أخرجت منه محمدا وآل محمد (صلواتك عليه وعليهم))*،
أهل الله هم أهل العفو...ومحمد وأهل بيته هم من أهل الله فهم أهل العفو...

*وأهل الله هم أهل المغفرة...* (والمغفرة ستر)، فأهل الله هم أهل الستر، 
*( إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)*
لن يجعلني الله من أهله وأنا اراقب الناس واتصيد أخطائهم لأتحدث بها وانشرها بين الناس، لن يجعلني الله من أهله وأنا افرح عندما أعرف عن عيب إنسان فاطير به بين الناس، فأهل الله أهل الستر، فإن أرادوا إعانة هذا المذنب اعانوه بالستر وليس بالفضيحة. أهل الله يحبون الستر للناس كما يحبونه لأنفسهم...
*(أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ)*
 
*وأهل الله هم أهل الرحمة،* (والرحمة هي اللين في النفوس والسعة في الصدور...)
فأهل الله هم من نفوسهم لينة وأخلاقهم ناعمة، اذا تكلموا تجدهم يبحثون عن أحسن وأجمل والطف الكلام...
*(وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)*
أما إذا بادلتهم التحية فسيأتيك منهم أفضل وأحسن تحية...
*(وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)*
أهل الله يستقبلون الناس بكلام جميل وبوجوه مشرقة ونفوس مبتهجة، هم يعلمون أن غير ذلك سيعرضهم لحساب شديد... 
*( إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)*
فأهل الله حساباتهم غير حسابات غيرهم...

*والرحمة هي سعة صدور*، (فأهل الله واسعة صدورهم، فلا تغضبهم أخطاء غيرهم بحقهم...)
*(وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)*
فأهل الله يكظمون غيضهم وفوق ذلك يعفون عمن اغضبهم...
أهل ألله لا تضيق صدورهم بكلمة عابرة هناك او هناك، ولا تضيق صدورهم بموقف من هذا او ذاك، هم أكثر الناس صفحا وتجاوزا...لا يعرف الزعل والخصام طريقا لهم، لنسمع أهل الله عن ما يسألون الله به...
*(وسددني لأن أعارض من غشني بالنصح، وأجزي من هجرني بالبر، وأثيب من حرمني بالبذل، وأكافئ من قطعني بالصلة، وأخالف من اغتابني إلى حسن الذكر)*

في هذه الأيام العظيمة والمباركة علينا ان نسأل الله الخير كله والخير كله هو...ان يدخلنا في أهله...
*(اللهم إني أسألك من الخير كله)*
وأهل الله هم أهل العفو، وأهل والمغفرة وأهل الصفح وأهل الرحمة...

*عيدكم مبارك وكل عام وانت بألف صحة وسلامة....*

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

اثنين, 19/07/2021 - 9:54م رد

أحسنت سيدنا العزيز على هذا الطرح الحقيقي للمفهوم عرفه التي من خلاله نعرف أنفسنا