قبل أن تنعى إمامك...اعرفه
قبل أن تنعى إمامك...اعرفه
عندما فكرت بأن أكتب هذه السطور أحترت من أين أبتدئ وإلى أين سأقف كيف لي أن أصف الحكمة والرحمة والمعرفة والعلم والحلم والشجاعة والزهد والثقافة والفصاحة والبلاغة والشجاعة وعمق الإيمان والعلو والبطولة والموعظة والصفوة ومصباح الدجى والضرغام ومعز الأولياء ومذل الأعداء وسيد المتقين وقائد الغر المحجلين قسيم الجنة والنار وأبو الائمة الأطهار (ع).. وهكذا المفكرين والأدباء والكتاب والباحثون في وصف أبا الحسن (ع) ليس المسلمون فقط حتى الغربيون المسيحيون احتارت حروفهم وقريحتهم في وصف الفضائل والمناقب والجوانب التي شملها سيد المتقين فشهد له الاعداء قبل الموالين ويكفينا ما قاله في حقه رسول الله (ص) :((يا علي ما عرف الله إلا أنا وأنت وما عرفني إلا الله وأنت وما عرفك إلا الله وأنا))
لكني سوف اذكر بعض الإنجازات التي يخجل القلم أن يصف الدر المكنون لذلك القائد العظيم والوصي المخلص والأب الرحيم لعيال الله والسياسي الفذ والعارف للحق ومدحض الباطل فله من الانجازات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية والتربوية واللغوية والعلمية, حقيقة أقف عاجزة في احصاء ما شملته تلك الشخصية العظيمة فهل لنا أن نصف القرآن الناطق والحق الشامخ بصفة غير أن القرآن الكتابّ الكريم من رب عظيم قد خالط لحمه ودمه وما تجسد به بأحكامه وشرائعه وما نهى الله عنه وما أحله وما حرمه لا يكون إلا من عرف الله حق معرفته كما وصف نبي الرحمة (ص): ((علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض يوم القيامة)) إذاً هو الأعلم بالقرآن وبتأويله
وظف قدراته الجسدية فرسم البطولات و الصولات فهو ليث الغاب و رافع راية الإسلام وناصر رسول الله والدين حتى وصل في عهده لقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ولم يهن ولم يضعف ولم يعصي الله طرفة عين بكل وسائل الحروب شهرت عليه لإضعافه وهو القوي بالله المتين
كيف لي أن أصف انجازاته الاجتماعية ، بحر لا حدود له وسماء واسعة ، ابو الفقراء والأرامل ، معين الضعفاء والمساكين ، متفقد لرعيته بالليل والنهار مقتصد على نفسه، سطر دستور للجمعيات الخيرية الحديثة بالتكافل وكان هو قائدها الأول (صوت للعدالة الإنسانية ) وقيمة انسانية عالمية كبيرة.
كيف أصف الزهد المعتدل لا الابتعاد عن الحياة ولا بالانغماس في لهواتها وملذاتها بل بالطريقة التي شرعها الإسلام ولا تنسى نصيبك من الدنيا فالدنيا لم تغريه .. فهي لم تسوى معه عفطة عنز فلقد طلقها بثلاث ولم يهتم لكرسي وخلافة والأهم كان إقامة الحق ودين الله ودفع الباطل.. خسر الكثير من متاع الدنيا ولكن ربح تجارته مع الله ورسوله حتى وصل للتمجيد والمغالاة فصنع كراسي في قلوب وأفئدة الاحرار.
اما عن إنجازاته الروحية فهو يمثل فكر التوحيد رؤية كونية متكاملة والحجر الأساس في الأصول النظرية والعلمية للدين والدنيا مالها بعد ولا حد دخل دنيا الروح ليثريها فهو مؤسس مدرسة الروح الواعية والرائد للنظريات الفلسفية وعدالة الله سبحانه جسدها على الأرض فأستحق أن يكون خليفة الله وخليفة رسوله (ص)..
إمامنا عليه السلام كان خليفة الله رغم كل الصعوبات في عهد ه والفتن والمشقات التي خاضها والحروب عمل على اختيار الصفوة وغربلة المنافقين فكان له من الأصحاب المخلصين والأنصار الذين عشقوا سيدهم وامتثلوا الحق كما يريده فأرادته ممتثله بإرادة الله تعالى فكان عمار و المقداد وغيرهم فنصروا امام زمانهم الذي تتلمذوا على يده بنصرة الحق وطاعة الله..
فقبل أن تنعى امامك اجعله قدوتك ، اعرفه وكن على خطاه حتى تمتثل لإمام زمانك.
ونحن في هذا الزمان وخليفة الله تعالى ينتظر الأنصار والنصرة والمخلصين الخلص في هذا الزمان الصعب ايضا وفتنه والاختبارات الكثيرة والمحن الشديدة والمغريات والمنعطفات ليغربل أصحابه المخلصين ويختارهم في ظهوره لنصرته حتى لو وصل الحال أن ( يكون الدين غريب كما بدأ غريب) ويكون ( القابض على دينه كالقابض على جمرته ) فلا نكون ممن عطل ظهوره بالمعاصي والذنوب ولنكن كما كان أصحاب الامام علي (ع) يذوبون عشقاً به ويمتثلون الحق ويدحضون الباطل ولو قطعوا او نشروا ..
كن انسان رسالي صاحب هدف ومشروع وانجاز في مجتمعك ، تعمل الخيرات وتترفع عن كل شر والمعاصي ..
هكذا يريدك امامك كن كـ كميل وسلمان ومالك الأشتر في إيمانك ونصرة سيدك .
هنا نقدم العزاء لصاحب الزمان (ع) في جده المرتضى على عهد أن نعرف الله حق معرفته ونقتدي بمن ننعى فقده وبمن صاح جبرائيل ينعاه تهدمت والله أركان الهدى قتل علي المرتضى (ع) .
مأجورين يا شيعة أمير المؤمنين ع
التعليقات
مقال جدا رائع .. كلام بحر من الابداع عن أمير المؤمنين عليه السلام .. جزاك الله خيرا حبيبتي وفِي ميزان حسناتك
الكلام عن أمامنا لاينتهي .. تقبل الله اعمالكم وثبتنا الله على ولايتهم ..
مأجورين وتقبل الله عملك وجازيتي خير والكلام قليل في حق علي ع السلام وبحر لا ينفذ وسلمت يدك على هذا المقال الرائع وجعله في ميزان حسناتك وجعلنا من الموالي والثابت على ولاية علي وأبناء عليهم السلام جميعا
سلمت أناملك العلوية الموالية..وثبتنا الله على ولايتهم
طيب الله أنفاسكم وتقبل الله أعمالكم وعظم الله مصابكم بسيدنا ومولانا أمير المؤمنين
مقالة رائعة ومستوفية ولو ان لا يمكن لقلم أن يؤدي حقه
اترك تعليقك