نبض القلم

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً يستحقه 
والصلاة على سيدنا ونبينا أبي القاسم محمد الذي تطيب بذكره قلوب المحبين ويستجاب به دعاء المضطرين وتفوح بالصلاةِ عليه ما بين السموات والأرضين 

قال تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ)

رمضان يا حبيب الصالحين ولهفة المشتاقين، يامن فيه تهفو النفوس وتسمو الهمم وتنفجر عواطف الرحمة ويتضاعف الإحسان
ضيف عزيز لا يقيم إلا عند القلوب الصافية المترقبة لقدومه الكريم 

إنها كساعات ترقب ولادة جديدة
نعيشها بلهفة وشوق وحنين لاستقبال ذلك الضيف الجديد
وكأننا بمثابة الأم التي تترقب ساعة خبر قدوم مولودها وقد هيأت لاستقباله جميع مستلزمات شروقه بحيث نتسابق في اعداد التهاني والتبريكات 

إلى السماء تجلت نظرتي ورنت
وهللت دمعتي شوقاً وإيمانا
جُزيتَ بالخيرِ من بشّرتَ محتسباً
بالشهرِ إذ هلّت الأفراحُ ألوانا
عام تولى فعاد الشهرُ يطلبنا
كأننا لم نكن يوماً ولا كانا
شهر الله المبارك 

هل أتيناكَ  بحلةٍ جديدة مزهرة ؟
انه نعم نحن عباد الله المكرمين أكرمنا بالنعم وفضلنا على سائرِ الأمم 
أتيناك وقد نفضنا غبار الغفلة واللهو عن أطراف ثيابنا وارتدينا قناع المحبة والتكاتف والألفة والمودة 

كيف نتذوق حلاوة الشهر الكريم ؟
إن الإنسان يلتذ بطعامه عندما يكون متمتعاً بالعافية، على عكس الإنسان السقيم فأنه لا يجد للطعام مذاقاً طيباً ولا رائحة فواحة حتى لو تطلب منه زيادة نكهه الى طعامه فهو لن يتغير 

كذلك حالنا عندما يقبل علينا شهر الله فأن كانت الروح سليمة من الامراض المعنوية ونفس مهيأة بمدد من رب العالمين فباستطاعتك أن تضيف عبادات ربانيه كانت بالسابق لم تتوسط اعمالك واقوالك وأفعالك بذلك تكسب مذاقاً طيباً وأجراً مضاعفاً تبتغي به رضا الله ورسوله 

اذاً فرصتنا تغيير ما بداخلنا من سلوك كنا بالأمس تعودنا عليه نجعل شهر رمضان هذا هو أفضل رمضان مرّ علينا ونجعل له نكهه مميزة عن غيره من الشهور

ربما يريد الله تعالى أن يصلح حالنا ويهدينا ويتوب علينا كما قال جل شأنه في كتابه العزيز ( يريد الله ليبين لكم ويهديَكم سننَ الذين من قبلكم ويتوب عليكم والله عليمٌ حكيم ) س التوبة ( ٢٦)

اللهم بلغنا رمضان وقد رفعتَ عن الامة ماهيَ فيه
اللهم بلغنا رمضان وقد عادت الروح إلى المساجد مع أرواح المصلين
اللهم بلغنا رمضان وقد عادت الحياة في المسجد الحرام مع خطى المعتمرين 
الله بلغنا رمضان وانتَ راضٍ  عنايا جواد يا كريم ..

نسألكم الدعاء دوماً وأبداً وعذراً لما قصرنا في شهرنا وفي سنتنا وفي أعمارنا من الرب الجليل الغفور الرحيم 

الهي وألحقني بنورِ عزكَ الأبهج فأكون لكَ عارفاً وعن سواكَ  منحرفاً ومنك خائفاً مراقباً يا ذا الجلال والإكرام .....