شهر الخير السنه غير !!

وأقبل علينا خير الشهور كما وصفه نبي الرحمة (ص) بمزاياه وخصوصيته فكم عام ضيعنا باللهو وتضيع الوقت وأعداد أصناف الأكلات وكل ما لذ وطاب بل وصلنا للترف في بالموائد الشهية، والغبقات الرمضانية، والأواني والاكسسورات، وجعلنا منه شهر المسلسلات، والمسابقات، والتنافس على أجمل الاستعراض بالتصوير بالسناب شات ،ونسينا أن نتنافس فيه على الطاعات والعبادات وهي الأصل لخصوصية هذا الشهر الكريم 
شهر الساعة فيه والدقائق ليست كباقي الايام لا تعود والمسكين من ضيعها والفقير من هدرها والبائس من لم يندم على ماكنا فيه وما إلنا إليه فالبعض منا تثاقل فيه لصلاة الجماعة وربما سوفها للسنة القادمة باسم الظروف وكم فواتنا وها هي سنتنا بلا جماعه وربما البعض لم يقسم له عمر هذه السنه أطال الله بأعماركم والبعض هدر وقته ولم يختم كتاب الله ولو مرة رغم فضل قرأته ومضاعفة أجره فهو شهر القران  ولا يهم كم نختم كما انما يهم كيف يصبح خلقك قرأني ولو بآية فلا حاجة لقرأت القران اذا لم يحاكي سلوكنا وتعاملنا وأخلاقنا واذا لم نعتبر بمن ضرب بهم الله الأمثال والعبر وإذا لم نخشى  نار ومعصية وغضب الجبار الواحد القهار ولم نطمع بجنة عرضها السموات والأرض اذا لم نأدي حقوق الآخرين اذا لم نغض أبصارنا ولم نكف ألستنا عن غيبه ونميمه وحسد  اذا لم نصفي قلوبنا من حقد وضغينة و إذا لم نغفر زلات إخواننا علينا. فالله (غفورّ رحيم) فما ذا عنا إذا لم نعفو ونصفح إذا لم نحسن الظن بالآخرين إذا لم نبر والدينا أحياء او أموات اذا لم نصل أرحمنا اذا لم نميز أن وما الدنيا إلا متاع الغرور وأن الأخرة هي الباقية وأن يوم القيامة يوم(لا ينفع مال ولا البنون إلا من أتى الله  بقلب سليم )
والله يرى ما في قلوبنا لا مانُتمتم  به من أعمالنا وألسنتنا فقط. 
لماذا لا ننظم جدول نتنافس فيه مع أفراد أسرتنا ونتشارك ببرنامج رمضاني مميز بصياغة مميزه بأهداف محدده ومتنوعه ومدروسة تكون دستور لحياتنا القادمة بأولويات واضحه وأهداف واقعيه ومرنه فنمتلك الكثير من الوقت اذا لم نهدره وحافظنا على عدم ضياعه فكفانا ما ضيعنا ومتى؟؟ سنحترم الوقت في يومنا !! 
دعونا نتجرد مما كنا فيه وننسلخ من عاداتنا الرمضانية الباليه بعزم حقيقي وقرار  ونرجع للأصالة الماضية وبساطتها دعونا نجعل من رمضان هذا العام شيء مختلف نجعل منه شهر للجهاد مع النفس بكل ما تحمله الكلمة من معنى على أن نتذكر فيه عطش وجوع يوم القيامة لا كماهي عادتنا نصوم بالنهار صيام من لم يجني سوى الجوع والعطش بأخلاق متذمرة وخشونة بالتعامل تنتظر ملئ البطون فلنرفق بأهلنا ونلطف بأطفالنا ولا نكون أقسى من الظروف على بعضنا البعض  ولا يصبح همنا من هذا الصيام بطون فارغه بالنهار تنتظر أن تملئ بالليل حتى أصبح هذا الشهر علامة فارقة بزيادة الأوزان وبالله المستعان،،،
دعونا نكون بسيطين في مأكلنا ومشربنا ونتفقد فيه المحتاجين والمتعففين وأن نتكاتف في أعانتهم بما نستطيع وبما هو متاح وتجود به أنفسنا ،،،

دعونا نتوجه بخفة ورشاقة لبارئنا حتى تحلق الأرواح للدعاء بترانيم  قدسيه وتبتهل القلوب بالرجاء و التلاوة القرآنية بحق  لنكون في محضر قدس الله كما يحب (عبيد فقراء خائفين خاشعين متذللين ملتجئين له وحده مستغفرين منيبين ) و قد تجردنا من بعض ملذاتنا وكسرنا صنم ال (أنا ) من نفوسنا  
كل ذلك  بالاعتدال لا بالإسراف والترف والبهرجات الفارغة  في المائدة فوق احتياجنا فأن الله تعالى وبخ أصحاب هذه الصفة حيث قال ((وكلو واشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين)) وكفى بحالنا الحاضر عبره فلنحفظ النعم ولا نتباهى أكثر فمن سلب منا الخروج من بيوتنا وتواصلنا ومساجدنا وحسينياتنا قادر على سلب الكثير من النعم اذا لم نحفظها 

فلنبدأ بتنظيم  الوقت فالوقت يشتكي منا ويأن في (الحجر الصحي ) هناك من يحتار فيما يمضي وقته ضجر فيتوجه بكل ما هو ترفيهي  ومسلي فقط ويحتار كيف يقتل وقته وهناك من يملئ  وقته بكل ما هو مفيد ونافع ومسلي ايضاً فلنحسن الاختيار ، فلنخصص فيه أوقات للرياضة الروحية بالعبادة والتقرب لله بما يحب ويرضى (فهي  طمأنينة وهدوء وسكينة وراحة ورضا) و رياضه جسديه بالمشي او ممارسة بعض التمارين( صحة وتخفيف للضغوط والتوتر وسعادة نفسيه) 
متابعة دورات تثقيفيه او توعوية  نطور من ذاتنا فهي ميسره وكثيرة حالياً (عبر برامج اون لاين )
أن نعطي أوقات لأنفسنا نغرق فيها بالتأمل على ما مضى لندرك ما بقى فنحمد الله على الكثير فهناك نعم لم نعرف قيمتها إلا  بعد فقدها وكل يوم نتحسس منها الكثير والكثير وكيف نحافظ عليها 
فليكن كل واحد منا ذو مهارة في تنسيق خطته الرمضانية وصياغة أهدافه حتى نكون في بحر الأمان وأن لا يضيع رمضان كما ضاعت أعوام فكم من أحبابنا  فقدنهم ولم يحول عليهم الشهر الكريم وهل نضمن أنفسنا بالبقاء للعام القادم وما الأعمار إلا بيد الله 

كل عام وأنتم بخير أحبتي وأعاده علينا وعليكم أعوام عديده مديدة لا فاقدين ولا مفقودين 

ختام ،،،،

لن يكون رمضان هالسنه غير!!!!!
 ألا بالسعي لكل خير مع بارئنا و في ذواتنا ومع أسرتنا ومع من حولنا  رغم بعدنا (بالحجر الصحي) وتغير روتين حياتنا وصخبيها فها  نحنُ تقربنا من ربنا أكثر  تقربنا من عوائلنا أكثر تقربنا من بعضنا وتواصلنا أكثر اكتشفنا مكنونات وابداعات لم نتوقعها تعلمنا أمور لم نكتشفها من قبل 
فلنستثمر هذه الفرص فالفرص تمر مر السحاب فأما ندرك ما فات ونعوضه ونتبصر حقيقة أنفسنا وما ضيعنا سنوات او نندم ونترنح بالحسرات, الحاذق من يستثمر كل الأوقات ويجني المزيد من العطاء والخير والتغير في شهر الخير 
ليكن فعلاً غير!!!!!! ......ماذا تنتظروا ؟؟؟

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

أربعاء, 06/05/2020 - 2:22م رد

غالبا تضييق مساحات التعبير عن الشكر والامتنان والتقدير لأنامل إيمانية خطت كلمات ذهبية..
أحمد الله الذي رزقني أخت وصديقة وحبيبة ك (أم ريم)
رزقك الله خير الدنيا والاخره ونفع الله بقلمك الاخرين

جمعة, 01/05/2020 - 12:09ص رد

كلمات تمس واقع الكثير منا فهل من متدبر؟ هل من يتوقف ليتأمل ويفكر ويخطط ليصلح من واقعه الروتيني الممل؟
نعم عزيزتي أم ريم ...
الفرص تمر مر السحاب والمؤمن القطن هو من يغتنم تلك الفرص للبدء من جديد.

وفقك الله لكل خير

جمعة, 24/04/2020 - 1:30ص رد

من اجمل الكلمات والعبارات التي تلامس واقعنا
فعلا نسعى للعمل في شهر الخير بالتقرب الى الله اكثر واكثر
تقبل الله طاعاتكم جميعاً

خميس, 23/04/2020 - 5:15م رد

أحسنتِ الأختيار عزيزتي ام ريم
جعلكِ الله من المثابرين على طاعته
وجعلنا من المتعظين والعاملين
وتقبل منا ومنكم أزكى الاعمال وبلغنا شهر الصيام ٠
وعجل بفرج مولانا صاحب العصر والزمان ٠

خميس, 23/04/2020 - 2:33م رد

كلمات تلامس الواقع الذي نعيشه ومع حالة الحجر الصحي وعدم التجمعات وهذا كله من صنع الإنسان الذي قدم شهواته ملذاته على تقربه من الله سبحانه.. هذا الوقت يحتاج منا ان نقوم أنفسنا وان نعيد جوانب تعلقنا بخالقنا.. نتعظ بما نراه حولنا..
نسأل الله العلي القدير أن يجعلنا في هذا الشهر من المرحومين وليس من المحرومين ومن المقبولين والمشمولين بعفو الله وغفرانه و رضوانه..
اللهم اهله علينا بالأمن والإيمان وطاعة الرحمن وتلاوة القرآن.. بوركت جهودك سيده. ❤️ ❤️

خميس, 23/04/2020 - 3:31ص رد

كلمات جميله وتلامس الارواح وتحاكي واقعا .. سلمت اناملك سيده وبوركت وووفقنا الله واياكم لكل مافيه خير وصلاح
ونساءل الباري ان يجعل هذا الشهر المبارك اقرب الى طاعته والفوز برضاه

خميس, 23/04/2020 - 12:05ص رد

احسنتي سيده ام ريم كلمات جميله ومفيده جعلنا الله من الصائمين حقا وصدقا كما يحب ربنا عزوجل وأعاده الله على الجميع لافاقدين ولا مفقودين بحق محمد وآله الطيبين الطاهرين

أربعاء, 22/04/2020 - 8:10م رد

سلمت اناملك المبدعة غاليتي ام ريم
جعلنا الله واياكم
ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه
أعاده الله علينا وعليكم جميعاً بالخير والمسرات
وتقبل الله فيه الطاعات
واذهب عنا فيه الحزن والافآت
أنه سميع مجيب تلدعوات

أربعاء, 22/04/2020 - 5:46م رد

مشاءالله كلمات في وقتها وتتسما بكل مافيه من معاني جميله وفي صميم الوقت الحالي الذي نعيشه فجزاك الله كل خير وفي ميزان حسناتك