هل الإلحاد الناتج عن العقل أفضل من الايمان بالله بسبب الخوف من عقابة؟

| نبض القلم | 2020/04/16

ايهما أفضل: الملحد العالم الذي قاده بحثه واجتهاده إلى هذه النتيجة العقدية أو المؤمن الجاهل المقلد في اعتقاده؟

يقول الملحدون: لو كان الإله موجوداً فإنه سيقدر الولاء للعقل، أكثر من الايمان بالله خوفاً من العقاب...!!

هذا السؤال قد يستفز الغيرة الإيمانية لدى بعض المؤمنين؛ كيف! وهو يفترض أفضلية الملحد على المؤمن.. لكن مع تعقل المسألة بترو يرتفع هذا الاستيحاش. في مثل هذه المسائل ينبغي للباحث أن يتجرد عن المصاديق الخارجية؛ والتي من شأنها أن تؤثر على الموضوعية

سنفترض أن السائل يقصد بأن الله إذا كان حقيقة فهو سيحترم الإنسان العاقل حتى لو لم يؤمن به، ولن يحترم المؤمن الذي يعتقد به خوفاً من عذابه، وبالتالي إذا قادنا العقل إلى عدم الاعتراف بالله فإن ذلك لا يغضب الله بل قد يكون لنا فضل على المؤمن الذي صدق به خوفاً من عقابه فقط.
وفي المحصلة إن الإيمان بالله في المعتقد الإسلامي يعظم العقل ويأمر به، وقد مدح الله العقل والعقلاء في كتابه بأروع العبارات وأجمل الكلمات، فلماذا بعد ذلك يزايد الملحد بالعقل وهو أبعد الناس عنه؟ وإذا قررنا المقارنة بين المؤمن والملحد أيهما يلتزم بالعقل فإننا سنجد أن الملحد يخالف العقل في أبسط أحكامه، مثل إيمانه بوجود العالم من دون علة، ووجود الحياة من اللاحياة، ووجود الإنسان من دون غاية، فالإنسان في نظره كائن غير مفهوم جاء من العدم ويمضي إلى العدم وما بينهما يعيش في العدم، وغير ذلك من التصورات التي تجعل الحياة كلها عبثاً في عبث، وبالتالي لا يمكن أن يكون الإلحاد فعلاً متعقلاً، لا على مستوى المبادئ العقلية والضرورات المنطقية، ولا على مستوى إيجاد فهم حقيقي وحكيم لهذه الحياة، ولا على مستوى تأسيس قيم أخلاقية، ولا على مستوى تقديم ضمان لمصير الإنسان, إن كانت هناك حياة في الآخرة.
وعليه فإن العاقل هو الذي يخاف على مصيره الذي ينتظره فيفكر بكل جدية للوصول بنفسه إلى بر الأمان، ولذا قال تعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء) فالعلماء هم الذين يخشون ربهم، بعكس الجهلاء الذين يقودهم استهتارهم إلى عدم الخشية من الله وهنا لابد أن نلاحظ بأن العقل يقود إلى الايمان بوجود الله تبارك وتعالى ، ولا يمكن ان يقود إلى القناعة بالإلحاد، وهناك عدة أدلة عقلية مذكورة في محلها تدل على اثبات الصانع، من ابرزها برهان النظم. 

واذا كان انسان عاجزاً عن اثبات الصانع بالدليل العقلي فلا شك ان ايمانه بالله تعالى عن طريق التقليد أفضل من الالحاد؛ لأن العقل الذي لا يقود إلى التوحيد لا يمكن أن يقود إلى الالحاد، فيتساوى الطرفان (الايمان والالحاد ) وعندئذ يترجح الايمان على الالحاد ؛ لأن ترك الايمان قد يؤدي إلى العذاب، بينما ترك الالحاد لن يؤدي إلى العذاب جزماً، وهذا ما أشار إليه امامنا الرضا عليه السلام ، فعن محمد بن عبد الله الخراساني خادم الرضا عليه السلام قال: دخل رجل من الزنادقة على أبي الحسن عليه السلام وعنده جماعة فقال أبو الحسن عليه السلام: أيها الرجل أرأيت إن كان القول قولكم - وليس هو كما تقولون - ألسنا وإياكم شرعاً سواء، لا يضرنا ما صلينا وصمنا وزكينا وأقررنا؟ فسكت الرجل، ثم قال أبو الحسن عليه السلام: وإن كان القول وهو قولنا ألستم قد هلكتم ونجونا؟ الكافي، ج١، ص٧٨
 
وأما الايمان المستند إلى الخوف من النار فهو بحد ذاته مستند إلى دليل عقلي محرر في مكانه حاصله دفع الضرر المحتمل عن النفس. والنتيجة هي أن الايمان بالله هو الأفضل على كل حال. ودمتم سالمين

 

اللجنة الاعلامية

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

اعتقد أن السؤال التحفيزي اللذي طرحه الكاتب كعنوان أدى دوره في جذب الانتباه وأن كان بعد ذلك سبب لنا لبسا مؤقتا في فهم مقصده وذلك عندما أستبدل السؤال ( العنوان) حول الافضلية بين العالم الذي قاده علمه الناقص للالحاد والمؤمن الذي آمن بالتبعيه والتقليد لغيره الى المؤمن الذي آمن خوفا من العقاب ولا أفهم كيف ولماذا أنجر الكاتب الي هذا التبسيط الخاطئ فالايمان بالخالق خوفا من عقابه وطمعا في ثوابه ( وهو ايمان مشروع بنظري) لا يساويه الايمان بالتقليد الاعمى كما فسر لنا الكاتب ' وما أن تابعت القراءة حتى انجلى اللبس وبان راي الكاتب لدي وهو أن الملحد وأن كان عالما فهو مختل عقليا لان العقل السليم يقود صاحبه تلقائيا إلى وجود الخالق بينما المقلد في إيمانه وإن كان جاهلا فأنه أعقل من الملحد لانه سلك طريق من هم اعلم منه طلبا للنجاة ولا عيب في ذلك
الاستاذ القدير العم ابو طه أسمح لي أن أختلف معك قليلا فالنقاش والحوار يثري العقل ويرسخ القناعة وليس بالضرورة يقود للتشكيك والالحاد والقران في كثير من اياته علمنا لغة الحوار ، فالله في جلاله حاور ملائكته (( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الارض خليفة ... الاية)) كما ان النبي ص حاور المشركين والكفار (( وأنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبيبن)) لذا اعتقد أن الحوار مع المخالف ( مع تحقق ضوابطه) هو ضروره شرعية
َاما من يعلقون بأسماء مجهولة فاقول لهم كونوا اكثر شجاعة إن كانت لديكم بما تكتبون قناعة
ختاما كل الاحترام لجهد الكاتب ولا ضير في وجود بعض الركاكة كما ذكر المجهول فجزاك الله خير الجزاء

ثلاثاء, 23/06/2020 - 9:16م رد

هذا الشخص المؤيد واللذي يقول انها خطوه جريئه ، من الفئه اللتي ابتليت بها الاسره ، ونحن نعتز اذاكان ايماننا بالوراثه، ولانريد العقول الملوثه ممن جلبوا الخزي ، و العاقبة السيئه فيالدنيا والاخره ..

ثلاثاء, 23/06/2020 - 7:41م رد

مقال ضعيف جدا فيه ركاكة جدلية عميقة ومقدمات ونتائج مبنية على العواطف وتحيزات لا تغتفر. يؤسفني أن يُطرح مقال يناقش قضية بهذه الحساسية بهذا المستوى الهزيل.
اعتذر للكاتب

ثلاثاء, 23/06/2020 - 6:20م رد

موضوع جميل
وكعادتكم مبدعين مواكبين للتغير ..
واهم شي في هالموضوع انكم كسرتم حاجز الخوف والمداراه بان لاشي يحصل داخل مجتمعنا..
واننا كلنا مؤمنون الايمان المتوارث فقط..

خطوه ممتازه وجريئه وقويه والاهم فاعله لتحريك الساكن..

ثلاثاء, 23/06/2020 - 6:06م رد

تصحيح السؤال
من أوجد الخوف بداخلك؟

ثلاثاء, 23/06/2020 - 6:03م رد

استغرب من محاولة الاستدلال بايات قرأنيه او حديث نبوي فضلا عن التركيز على الاستدلال العقلي في معرض النقاش مع ملحد

انت تناقش ملحد آمن بالعقل وجرى سؤاله بين العقل والخوف

الخوف فطره اذا هو يأمن بالفطره ويقر بالخوف
بمجرد شعوره بالخوف وبحثة بالدليل العقلي فضلا عن العلمي فهو يحاول تجنب الخوف بقوه تقنع نفسه انه لا وجود لخالق ويلجئ الي مبرر يزيخ الخوف عنه
اذا هو أقر بقوه عظمى تزيل الخوف عنه
هو سماه العلم ونحن نسميها خالق أوجد هذا الخوف بداخله
فالخوف موجود والسؤال
أمن أوجد الخوف بداخلك؟

ثلاثاء, 23/06/2020 - 5:35م رد

نحن في غنى عن هذه المواضيع اللتي تقود الى التشكيك وتؤدي الى الالحاد، فنحن مؤمنون بالالوهيه وان الله هوخالق الكون ومدبر له ولايهمنا غير ذالك لأن العقل والرسالات تفند هذه النضريات الفاشله واللتي تسقط مع الزمن كما حدث الماركسيه ..

ثلاثاء, 23/06/2020 - 5:18م رد

احسنت مقال ممتاز