كورونا قلبت الموازين.. فكن حكيم..!!!

من فوائد العزلة الاحتياطية من كورونا أنه قد آن الآوان للتركيز على الداخل والقريب والمهم .

من كان مصدر سعادته هو الاختلاط بالآخرين والذهاب للمطاعم واماكن الترفيه والاسواق ربما سيتعب الآن في فترة الجلوس المكثف الموصى به في المنزل .

لقد قيل سابقاً خير جليس في الوحدة كتاب.
ربما يكون الكتاب في زماننا ليس شرط هو الكتاب الورقي المعتاد سابقاً،
انما هو أي وسيلة موثوقة تنقل لك فكر الآخر لجانب ما سواء كتابية او صوتية، سواء ورقية أو الكترونية أو وسيلة أخرى تنقلنا إلى عالم  المعرفة والإطلاع على فكر جديد أو شيء جديد وقضاء وقت خاص مستئنسين بصحبة شيء يزيد مداركنا .. 

ربما يكون علينا الآن أن نبحث عما يرافقنا في عزلتنا ويكون مصدر إيناس لنا ومتعة وإنجاز ..

الآن جاء الدور أن يفكر كل شخص منا في مالذي  يستطيع أن يقضي به وقته؟

إن هذه العزلة الاجتماعية فرصة ذهبية للعودة للنفس وللداخل والإطار البيئي القريب والتفكر فيسأل كل شخص منا نفسه :
ما هو مصدر استئناسي سابقاً ؟
هل كان فقط بالاختلاط بالناس وقضاء وقتاً للحديث معهم او كان بالنزهات
والترفيه الخارجي ؟
الآن لا يوجد حولي إلا القليل من الأفراد ولا هناك مجال للتنزه والمطاعم ونحو ذلك لأن ذلك يعرضنا للخطر..

آن الأوان للعودة إلى النفس واستخراج هوايات سابقة دفنت مع ضجيج الحياة الاجتماعية والمشاوير الكثيرة..

آن الأوان للعودة لقائمة الكتب التي اشتريناها ولم نقرأها أو سمعنا عنها أنها جيدة ووضعناها في قائمة أمنياتنا أن نقرأها لاحقاً ولكن لم نحقق ذلك، والآن آن الأوان أن نفعل ذلك  ..

آن الاوان لنعمل أشياء كثيرة داخل المنزل لم نكن نجد لها الوقت الكافي والحماس لعملها مثل عمل تغييرات وإصلاحات وتنظيفات منزلية وترتيبات مكتبية وتصفية للأغراض المخزنة للتخلص من كل شيء ليس له داعي.

آن الآوان لتقوية علاقتنا بالله تعالى، ونصادق القرآن الكريم والدعاء من أعماق القلب ليملأ فراغ قلوبنا حباً واطمئنانا وليفرج عنا كل الازمات.
لن ينفعنا شيء إذا كانت علاقتنا بالله ليست من أولوياتنا ..

آن الأوان لعمل الكثير من الأشياء وتقوية علاقتنا بأفراد الأسرة والجلوس مع الأبناء أكثر والحوار معهم واللعب مع الأطفال وإدخال السرور عليهم بالالعاب التي طالما هجرناها عندما انشغلنا بالعالم الخارجي وتركناهم يلعبون ويستأنسون بالالعاب الكترونية او النزهات الترفيهية الخارجية 

ان ما نعيشه الآن من عزلة هي منحة وفرصة تتيح مساحة للنفس أن تنطلق وتبدع وترتب أولوياتها وتفكر في إعادة صياغة امور كثيرة ومنها أيضا العلاقات مع الناس  ..
آلان بدأنا نركز على الأقربون في دائرة المنزل  والأرحام والاصدقاء المقربون إلى قلوبنا من خارج المنزل فنرسل رسائل اطمئنان وسلام بعد ما لهونا عنهم سابقاً  .
الآن جاء وقت التركيز على الداخل والأقرب والأهم والبعد عن الخارج والأبعد والغير مهم..

شكراً كورونا لقد تعلمنا منك درساً وفتحتي لنا باباً جديدا لم يكن في الحسبان

أخيراً،،،،،
بعض المحن تكون منح  ..وبعض الآلام تكون في باطنها نعَم وبلاء أزمة كورونا وتوابعها التي نعيشها هذه الأيام في أغلب مناطق العالم فيها نعمة خفيه ورحمة ألهية ربانية  للعالمين لأن فيه تنبيه وإيقاظ للغافلين  ..والوعي واليقظة من السبات وتعديل الاعوجاج في سلوكيتنا وتطهير بيوتنا وقلوبنا وحياتنا هو أكبر درس نتعلمه من هذه الأزمة 
الحب هو الدين والتسامح والألفة والاهتمام بالأسرة وذاوتنا وبالآخرين والتكاتف الاجتماعي
والأنشغال بالاشياء ذات قيمة والبعد عن التوافه والاسراف والمعاصي هي من القيم التي ينبغي أن نطبقها في حياتنا حتى ننعم بحياة طيبة آمنة ترضا الله 

حمانا الله وأياكم من شر الوباء وأنعم علينا بنفعه حسن  البصيرة

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

أربعاء, 01/04/2020 - 2:00م رد

احسنتي بت خالي كلام في الصميم اتمنى ان الكل يستفيد من هذي الايام التي نمر فيها وتخرج منهم مواهبهم التي دفنوها تحت مظلت زحمة الحياه... بارك الله فيك وكثر وحفظكم من كل سؤ

أربعاء, 01/04/2020 - 2:03م رد

احسنتي بت خالي كلام في الصميم اتمنى ان الكل يستفيد من هذي الايام التي نمر فيها وتخرج منهم مواهبهم التي دفنوها تحت مظلت زحمة الحياه... بارك الله فيك وكثر وحفظكم من كل سؤ

أربعاء, 01/04/2020 - 1:58م رد

موضوع جدير بالاهتمام وأسلوب ممتاز وتسلسل افكار رائعة

الله يوفقك يا بنتي والى الامام بمواضيع اخرى