جبل .. هدوء .. محبّة !

جبل .. هدوء .. محبّة ! 

"هذا قانون الطبيعة ... الجبل ثابت مكانه .. بس تضاريس الحياة تريده يهجع". جزء من قصيدة باللهجة العراقية أُلقيت في تأبين جدّي السيد عبدالله الصالح رحمه الله و لا زلتُ أحفظُ معظم أبياتها بل و أُرددها من حينٍ لآخر. في كل سنة تمرُّ علينا ذكرى رحيله يرتبط اسمه ب "سيد المحبة" و الذي يعرفه عن قرب حتماً سيعرف معنى و عمق المحبة التي كان يحملها هذا الرجل للكل دون اسثناء في كل مكان كان يُقيم فيه أو يزوره زيارةً عابرة. زَرَعَ بذور المحبة في الصغير قبل الكبير و رحلَ بهدوء مُبتسماً. 
جبل، هدوء و محبّة ارتباطٌ جميل لمن يرغب في البحث عن السكون و الطمأنينة. أهل قريتي كانوا و لا زالوا يلجأون الى الجبل بحثاً عن الهدوء و زرع المحبة في النفوس. أمّا انا فأقف أمام صورتك التي تُطِلُّ عليَّ كالجبل الذي لم يرضخ يوماً لتضاريس الحياة بحثاً عن الهدوء و المحبة. في مقطع آخر من القصيدة يقول الشاعر "انت يا أذكى مُزارِع .. كنت تحسبها بهداوة .. آخر اخلاصة بحياتك .. بقاع ابن موسى زرعتها .. و بس رحت يمّه بضريحه .. ردته يختم عالهدية .. و من ختم هو عليها .. كان سامع من زمان .. انّك أفضل زارع بهذا الزمان .. و زرعت عُمرك بكفّك و انتَ تضحك". 
اثنتا عشرة سنةً مرّت على رحيلك يا جدّي العزيز، و هل أيامنا في البعد تُحسب بالسنين !

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

أحد, 15/03/2020 - 2:12ص رد

كم انت رائع أجدت ايها الحفيد العزيز ع قلب الراحل الذي وصفته كما يليق الوصف به

سبت, 14/03/2020 - 11:50م رد

رائع جدا ولدي الحبيب....