(العودة إلى الصلاة في المسجد بعد كورونا....)
(العودة إلى الصلاة في المسجد بعد كورونا....)
د. هاشم عبدالله الصالح.
العالم بعد كورونا غير قبله، وهكذا هو حال الأزمات الكبيرة. فهذا العام وعلى غير ما ارادته الصين له، فهو عام كورونا وليس عام الفار.
هذا الفيروس فعل ما لم تفعله الحروب، انهيار في اسعار الأسهم وهبوط حاد لم يشهده العالم في أسعار البترول. من كان يصدق بأنه سيكون هناك حجر صحي ليس فقط على الأفراد بل على مدن ودول بكاملها،
(العولمة تسقط بالضربة الفيروسية القاضية...)
فبقدر قوة هذا الفيروس في مهاجمة مناعة الجسم، إستطاع أيضا أن يهاجم بعض الممارسات التي اعتادت عليها شعوب العالم، فلقد كشف لنا خطورتها علينا. كم كنا نتغنى بقوة العلاقة العاطفية في مجتمعاتنا، من مصافحة باليد إلى عناق واحتضان وتقبيل في كل المناسبات، في الأفراح والاحزان وفي المناسبات الدينية وألاجتماعية. واليوم بات الجميع ينصح بتركها، فهذا الفيروس ينتظر اللحظة التي ينتقل فيها من شخص إلى آخر ويكفيه المصافحة ولو كانت مصافحة عابرة.
هل لكورونا من إيجابيات ...
نعم وألف نعم...الأزمات والمشاكل فيها نعم مستترة...فعلى المستوى الفردي والجماعي هناك الكثير من الأمور السيئة لا نتخلى عنها إلا بعد الأزمات...
(فكأن الطبيعة تقول لنا بأن هناك فرصة متاحة لنا للتغيير وبعدها سيكون التغيير إجباري.)
فهذا العملاق الكوروني انار لنا جوانب مظلمة في حياتنا، فبعض الممارسات التي اعتدنا عليها تبين لنا أنها غير صحية تماما...وحان الوقت للنظر فيها وتركها...ليس بشكل مؤقت بل بصورة دائمة.
لنتفكر في موضوع صلاتنا في المساجد...
في الصلاة نسجد على السجاد... اليدين والفم والعيون والأنف كلها تلامس هذا السجاد او على مقربة منه... اليست هذه هي المنافذ الطبيعية لدخول الجراثيم والبكثريا لأجسامنا، وتكتمل الحلقة بعد أن نمسح وجوهنا للتبرك ثم نصافح بعضنا البعض لتأخذ هذه الجراثيم دورتها الكاملة علينا وعلى كل المصلين في المسجد..
فلا يخرج كل مصلي إلا وقد أخذ نصيبه من كل الجراثيم الموجودة التي تعشش على سجادة المسجد...
السجاد كما هو معروف لأهل الإختصاص وحتى الجديد منه هو هو غير نظيف، فهو مستودع أولا للغبار والغبار وسيط جيد لنقل الفيروسات ومسبب جيد للحساسية ...
ثانيا: السجاد فيه دائما نسبة من الرطوبة وهذه الرطوبة ومع ما يتساقط من عندنا من خلايا ميتة، كل هذا يشكل بيئة جيدة لنمو الفطريات وكائنات آخرى (من أراد أن يرى شكلها المخيف فعليه بزيارة متحف البكتريا في أمستردام طبعا بعد الازمة) تنتظر الفرصة لتنتقل الى أجسامنا.
فمشكلة السجود بهذا الشكل هي فعلا مشكلة صحية...وهي ممارسة عبادية خاطئة لنبتدا من التربة التي نتبادل السجود عليها، هل ندري حال من سجد عليها من قبلنا، لعله مصاب بمرض جلدي او هو قبلها بعد الصلاة كالعادة تبركا بها فحّملها هذا الإنسان المؤمن التقي شحنة من ما عنده من الفيروسات والبكتريا لتجد طريقها لنا...
مانعيشه اليوم من أزمة مع إنتشار كورونا، وتعطيل صلاة الجمعة وورود دعوات لعدم الذهاب إلى الصلاة في المساجد لما يشكله هذا من خطورة في إنتشار المرض...
كل هذا يطرح علينا هذا
السؤال وهو سؤال مكتمل المشروعية...
هل سنعود إلى المساجد بعد تجاوز هذه الأزمة إنشاء الله بنفس الممارسات السابقة...
أول الحلول...وابسطها...
كل واحد منا له سجادته وتربته الخاصة به...
ويمكن لرواد المسجد أن يحتفظوا بسجاداتهم وتربهم في شنط خاصة بهم وتكتب عليها أسمائهم وتحفظ في المسجد.
هل بالإمكان ترك مسألة المصافحة بعد كل صلاة واستبدالها بالمصافحة البصرية الكلامية...
التفت إلى اليمين... (غفر الله لك)
التفت إلى اليسار... (غفر الله لك)
او بعد الصلاة على محمد وآل محمد الجماعية...يقول الجميع....
(غفر الله لكم...)
أخيرا...كورونا جلب معه المرض...وسيغادرنا إنشاء الله ولكن سيترك خلفه دروس وعبر...فهل سنستفيد منها....
اترك تعليقك