من هي الزهراء عليها السلام ؟
من هي الزهراء عليها السلام ؟
حياة الزهراء عليها السلام كلُها ثروةْ .... كلُها عرفانْ .... وسيرةْ. .... وخُلُقْ ...... إنها الكوثر
بدأت حياتَها من أعمقِ امرأه خلّدها التاريخ بِقصةٍ قد صاَغْتها السماء ..
خديجةٌ سيدةٌ شريفةٌ عفيفة تركت الدنيا بملذاتها ، مالها وجاهها وسلطانها واختارت الآخرة بخلودها وخيراتها بل الآخرة تشرفت بها .... تزوجت رسول الله ص ومن هنا بدأت قصة الحياة ، الحياة التي ترسم للمستقبل ، ترسم لوحة للأجيال ، وتكتب عليها دستوراً ، فظللها الوحي ورعتها السماء فكانت دارهم جنة من جنان الآخرة .
حينما نعلم أن بيت السيدة خديجه كان مكاناً ترعرت فيه الأنوار و ملجأً آمناً لمن ضمّوا في صدورهم الأسرار ، أسرار المَلِكِ الواحد القهّار ..! ، فقد كان ذلك البيت أُنساً و رغداً للنبي ’ ، فكانت خديجة تحنو عليه كما تحنو الأم على ولدها ، حتى أشرق نورٌ في زوايا بيت الرسالة ، نور هو في حقيقة أمره حبل متين هو إشراقة متصلة بين السماء والأرض هو نجم زاهر إنها الزهراء الصديقة الكبرى .
من هنا بدأت قصة حياة جديدة في بيت الوحي والطهارة كان النبي ص يعشق خديجة واليوم ازداد عشقها فهي كونها أماً للصديقة الكبرى ثم جدةً لأحد عشر اماماً و كما قال حبيبها و زوجها و نبيها ، (( بطن خديجه وعاءٌ للإمامة )) .
فمن تكون الزهراء عليها السلام حتى تنال هذه العظمة ؟
لم تكن الزهراء عليها السلام امرأة تختص بحياة المرأة و لم تكُ نموذجاً لها فحسب !!! لا وألف لا...... ، كانت كمال الخلقة لكل مخلوق ، فنجد الكل يأخذ من الزهراء عليها السلام مبتغاه فهي نموذج للعفاف والخلق والتقى والورع والإيمان لكل مكان ولكل عصر .
من هنا نبدأ سيرتها ..... ام ابيها لقّبَهَا نبيــُّها وأبوها فكانت أماً على صِغَرِ سنها تحنو اليه وتتحسسه وتتفقده .
فاستشعرها بكل حب ، فاطمة روحي التي بين جنبَيْ ، كانت تجد في خدمة والدها لذة عشق وراحة ، سارت الأيام والزهراء تعطي والدها الرعاية والحنان و تطببه في غزواته وتأخذ منه العِلْم ، لا تُغمِضْ عينَها عن كل صغيرة وكبيرة في سيرته .
تجمع النساء حولها وتعطيهم فنون الدين وآداب السماء فكان ذاك مصحفها .
ما تسمعه من ابيها يشاهدوه في حياتها فكانت معلمة سلوك وخلق قبل ان تكون معلمة فقه وعقيدة .
حتى خَطَبَتْها السماء لخير كفؤٍ لها ، فعاشت في دار زوجها معطيةً اروع فنون الحياة الزوجية فمهرها كان قليلاً وجهازها كان بسيطاً ، زواجها كان محفوفًا بملائكة الرحمة حتى عاشت عزيزة في دار زوجها تخدمه وتؤنسه حتى قال إمام زمانها و زوجها في حقها أنتِ أعلم بالله ، وأبرّ وأتقى وأكرم ، وأشدّ خوفاً من الله من أن أُوبّخكِ بمخالفتي ، وقد عزّ عليَّ مفارقتكِ وفقدكِ .
ولم يكن والدهاَ بعيداً عن بابها فقد كان يسلِّم عليها كل اشراقة صبح وكأنه يعطيها من نسائم الرحمة في كل يوم .
هكذا بقيت الزهراء عليها السلام في حياة أبيها حتى فارقها تاركاً لوعةً وألماً وعادةً الألم يصنع سكوناً ولكن الزهراء صنعت تاريخاً من ألمها .
خطبت وأفصحت فتكلم الدين على لسانها فعندما تسمع كلامها وكأنّ القران يقول بعدها اليوم أكملت لكم دينكم خطوطاً قالتها وصاغتها من الفقه والعقيدة و الخلق والثقافة ، فالصلاة ترجمتها والصوم بينت حقيقته والحج ....و الزكاة ....
حتى دافعت عن بيضة الدين وهو إمامُ وقْتِها وسندُها فأعطت الدرس أن الدفاع عن الحق شرف ورفعة حتى لو كان نتيجته الألم ، فجعلت لها شعاراً لن تقبل إلا به ( إلا علي ) ، فقالت وما بعد علي يا سلمان .
إنها فاطمة :
للأسف نأخذ منها في زماننا العصرة والألم والحزن ولم نأخذ منها دفاعها عن الاسلام عن الشجاعة عن المنطق في تعاليم الدين عن السلوك وهكذا وصفتها بعض كلمات أئمة الحق في مضمون كلامهم :
كانت فاطمة ترجمان للقرآن .. كانت فاطمة روح التقوى .. كانت فاطمة خفيفة على خادمتها .. كانت فاطمة تدعوا للمؤمنين قبل دعائها لنفسها .
نعم يفجع القلب ما جرى عليها ولكن ليس سيرتها التي تُرْسَم للأجيال أن تُخْتزل في ما فُعل بها لا والف لا ، فهي حياة كاملة لابد أن تترجم من ولادتها حتى خروج روحها .
وختاماً :
السلام على روحها الطاهرة (البحر الصافي المليئة بالمعاني )
السلام على صبرها ( الذي رسمته بالتضحية والشجاعة والدفاع )
السيد جواد العبد المحسن (ابو حسين)
وفاة الزهراء 15/5/1441هـ
التعليقات
احسنت ورحم الله والديك سيد جواد (ابوحسين)
ما شاء الله جميل جدا
الله يجعله في ميزان حسناتك بحق محمد وال محمد
أحسنت سيد والى الامام في خدمه اهل البيت عليهم السلام و خدمة بلدَك
بادرة طيبة ومنطلق جيد جدا في الكتابةوالى الأمام في خدمة أهل البيت عليهم السلام
احسنت ورحم الله والديك السيد ابوحسين ،،،،
وهذا غيض من فيض من فيض عطاءك وجهودك
المتواصلة جعل الله ذلك في ميزان اعمالك
احسنت سيد جواد ابا حسين ووفقك الله لخدمة الال
الله يعطيك العافيه ياخال و يوفقك
في خدمة اهل البيت ع و مجتمعك
و اهلك
اترك تعليقك