فاطمةُ الزهراءُ هي الكوثر

فاطمةُ الزهراءُ هي الكوثر

بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله ربِ العالمين حمداً يصعدُ أولهُ ولا ينفدُ آخرهُ
والحمد لله أقصى مبلغ الحمد والأمتنان الذي منّ علينا بمحمد وأهل بيته الطيبين الطاهرين ٠
اللهم صلِ على فاطمة وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها بعددِ ما أحاط به علمك وما احصاه كتابك 

قال ربِ العزةِ والجلالة في كتابه العزيز « إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ۞ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ ۞ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر »)
من فضل هذه السورة المباركة : عن النبي (ص) قال: من قرأها سقاهُ الله تعالى من نهر الكوثر ومن كل نهرٌ في الجنة ومن قرأها عند نومهِ وقيَ فتنةِ القبر ) 

ماذا قال المفسرون في سبب نزول سورة الكوثر ؟
سبب نزولها:
إن العاص بن وائل التقى يوماً برسول الله (ص) عند باب المسجدِ الحرام فتحدث مع النبي (ص) وهم بمرأى من جماعة من قريش وهم جلوس في المسجدِ الحرام فما أن أتم حديثه مع الرسول وفارقه جاء إلى أولئك الجالسين فقالوا له من كنت تحدث ؟
قال: ذلك الابتر وهو يقصد الرسول ص أن ليس له أولاد وعقب، إذن سينقطعُ نسله فنزلت هذه السورة المباركة رداً على العاص الذي زعم أن النبي ص أبتر ٠٠

مامعنى الكوثر الذي تفضل الله على نبينا محمد ص وجاءت بمعنى الجمع ( إنا أعطيناك ) ؟

اولاً / الكوثر من الكثرة وبمعنى الخير الكثير ويسمى الفرد السخي كوثري 
ثانياً / هو أن الله سوف يعطيك نسلاً في غاية الكثره لاينقطع إلى يوم القيامة.  
ثالثاً / قال الفخر الرازي في تفسيره أن الكوثر هم أولاده ص لان هذه السورة نزلت رداً على من عابهُ ص بعدم الأولاد

ولها عدة معاني لو أردنا التعرف عليها :
منها الكوثر/  النبوة / القرآن / العلم / نهر في الجنة/ الحوض / الشفاعة / كثرة النسل والذرية / الصلاة على محمد وآلِ محمد. والمعنى الأنسب هو الخير الكثير والكوثر هي فاطمة الزهراء سلام الله عليها ٠
فنزلت السورة لتبعث السرور  في قلب النبي ص ولترفع من ألمه. وشاءت قدرة الله وحكمته أن يكون أمتداد النبي الأعظم صلوات الله عليه منطلق من بضعتهِ الزهراء وذريتهما الطاهره من ابناءهم الحسن والحسين سلام الله عليهم ، ورد عن النبي ص : أنا شجرةٌ وفاطمةُ فرعها وعليٌ لقاحها والحسن والحسين ثمرتها 

هي خيرُ نسوانِ الورى لا كونها
بنت النبيُ إنما لتقاتها
صديّقةٌ أدنى الأنامِ لأحمدِ
في خلقها وجلالها وثباتها
كانت تحدثها الملائكُ قربةً
للجوهرِ المكنونِ في ملكاتها
فلذا شاءت كلُ النساءِ فضيلةً
لاتُدركِ الدنيا مدى غاياتها ٠

من هي الزهراء؟
هي فاطمة بنت رسول الله محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم، الهاشمية من أول زوجاته أم المؤمنين خديجة عليها السلام بنت خويلد وزوجة علي بن ابي طالب ٠

القابها عليها السلام 
الزهراء / الصديقه / البتول / وفي السماء اسمها المنصوره كقول الله تعالى ( يومئذٍ يفرح المؤمنين بنصر الله ) اي بنصرِ فاطمة ( ع) ٠
والراضيه والمرضية وأم أبيها، واشهر ألقابها الزهراء ويعني النور الساطع والضياء اللامع 

كيف نشأت الزهراء
نشأت في أحضانِ الوحي والنبوةَ في بيتٍ مفعمٌ بكلمات ِالله وآيات القرآن المجيد، سألت عائشة رسول ( ص) ذات يوم عن سبب حبهِ لفاطمة هذا الحب العظيم فقد كان رسولِ الله (ص) ينهض إذا دخلت عليه فاطمة وكان يقبل رأسها ويدها، فأجاب سيدنا محمد ( ص) ياعائشه لو علمتِ ما أعلم لأحببتيها كما أُحبها. فاطمة بضعةٌ مني فمن أحبها فقد أحبني ومن أغضبها فقد أغضبني ومن سرها فقد سرني، فقد كانت الزهراء تشبهُ رسول الله (ص) في خلقهِ وأخلاقهِ ، كانت سلام الله عليها ترعى أباها وعمرها الشريف ست سنوات عندما توفيت أمها خديجة الكبرى فكانت تسعى لملء الفراغ الذي نشأ عن رحيل والدتها. وفي تلك السن الصغيرة شاركت أباها محنته وهو يواجه أذى المشركين في مكة ٠ وكانت تحدثه وتسليه بما يسلي خاطره ويدخل الفرحه في قلبه ولهذا سماها سيدنا محمد ( ص ) أم أبيها لفرط حنانها وعطفها على أبيها(ص) ٠٠٠

زواجها عليها السلام 

كان زواجهاسلام الله عليها عندما بلغت سن الرشد بأمر الوحي وجاء جبريل يخبرهُ بأن الله زوجّها من علي ع وكانت مثالاً للحياة الزوجية الكريمة ومن حُسنِ أدبها واحترامها كان أمير المؤمنين (ع) يناديها يابنت رسول الله وإذا خاطبتهُ نادته يا أمير المؤمنين ٠

أيتها المرأةُ المسلمة إجعلي أخلاق فاطمة الزهراء نصبَ عينيكِ

كانت عليها السلام في علاقتها مع الله تعالى ضربت أروع الأمثلة في العباده والتوجه والإنشداد إليه، فما أحرى بالفتاةِ المسلمة أن تسلك درب الزهراء ع وتتعلم منها درساً بليغاً في العباده والتقرب إلى الله تعالى ونبذ كل مايغضب الله تعالى، كذلك تحتل مكانة عالية في سمو أخلاقها وعفتها وطهارتها، انها المطهرة من الرجس النقية من الدنس كله ، فكانت المتممة لأخلاق أبيها رسول الله ( ص) وهذه بعض الملامح الكريمة من أخلاقها 
عن عائشة تقول مارأيتُ أحداً أشبهُ سمتاً وهدياً برسول الله ( ص) في قيامهِ وقعودهِ من فاطمة بنت محمد ص، ولقد كانت حريصةً على نشرِ مبادئها في السمو المتناهي والعفة الرفيعه فهي تتمنى للمرأة ألاّ ترى الرجل المحرم ولا الرجل المحرم يراها، فالمرأة التي تحب الزهراء عليها السلام ينبغي أن ترفض كسلوك وعمل ينافي الاخلاق التي التزمتها الزهراء ودعت إليها عبر عمرها الشريف ولعل ماينبغي أن تحافظ عليه مسلمة اليوم هو العفه والطهاره والشرف والحجاب بالطريقةِ التي أمرَ الله به ونبذ كل محرّم وسلوك يخالف شريعة الله كاظهار زينتها لغير المحارم فهي قدوةً للمرأة المسلمة الملتزمة بتعاليم دينها والمتمسكة بما يرضي الله تعالى ٠

أحاديث رسول الله ( ص ) في فضل السيدة فاطمة الزهراء 
قال (ص): كنتُ إذا اشتقتُ إلى رائحة الجنة شممتُ رقبةَ فاطمة 
وقال (ص): مارضيتُ حتى رضيَت فاطمة 
وقال أيضاً (ص): أحبُّ أهلي إليّ فاطمة 
وفاطمة سيدة نساء أهل الجنة

أخبار أهل البيت في مصحفِ فاطمة

عن أبي عبدالله ع إن فاطمة مكثت ٧٥ يوماً بعد رسول الله وكان دخلها حزن شديد على أبيها وكان جبرائيل يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويسليها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها وكان علي عليه السلام يكتب ذلك فهذا مصحفُ فاطمة ( ع) ٠

فاطمة الزهراء أول من لحق بالنبي بعد وفاته 
استشهادها سلام الله عليها:
إن السبب الذي أدى إلى استشهاد الزهراء عليها السلام هي الاصابات التي رافقتها بعد وفاة أبيها والسقيفه مما ألزمها الفراش حتى توفيت شهيده بابي هي وأمي روحي لها الفداء، والمشهور إن يوم استشهادها كان في اليوم الثالث عشر من جمادى أولى ٠

الساعات الأخيرة قبل الرحيل

كانت سلام الله عليها طريحة الفراش وقد أخذ منها المرض مأخذه ولم يُسمع منها سوى الأنين والحنين لأبيها، لقد رأت أباها في المنام وهو يقول لها ( هلمي يابنية فأني إليكِ مشتاق ثم قال لها ؛ أنتِ الليله عندي ). انتبهت من غفوتها واستعدت لرحيل الآخرة، وأخذت توصي بوصايا لإبن عمها علي ( ع ) فجلس عند رأسها وأخرج من كان في البيت ثم قالت : يابن العم ماعهدتني كاذبة ولا خائنة ولا خالفتك منذ عاشرتني فقال علي ( ع ) معاذ الله أنتِ أعلم بالله وأبّر وأتقى وأكرم وأشدُ خوفاً من الله وقد عز عليّ مفارقتك وفقدك فانا لله وانا إليه راجعون ، وأوصت أبا الحسن بأولادها الحسن والحسين عليهما السلام، وقالت لاتصح في وجههما فيصبحان يتيمين غريبين من بعدي منكسرين فأنهما بالأمس فقدا جدهما واليوم يفقدان أمهما فالويل لأمةٌ تقتلهما وتبغضهما، أوصتهُ متجاوزةً دموعهُ حزناً على فراقها أن يدفنها سراً ويحملها للقبرِ وحده ليلاً وقالت : أنت أولى بي من غيري، حنطني وغسلني وكفني يالليل وصلِ علي وأدفني ولا تعلم أحداً 
واستودعك الله وأقرأ على ولديّ السلام وعلى بضعتي الحوراء زينب إلى يوم القيامة ٠وعند قرب أجلها روحي لها الفداء استقبلت القبلة وتشهدت بالشهادتين وفاضت روحها الطاهره إلى بارئها واعتلت صوت الملائكة بالبكاء والنحيب على بضعةِ المختار سيدة نساء العالمين
فسلاماً على فاطمة سيدة نساء أهل الجنة هكذا خلق الله أمرأةً تشعُ حباً لتضئ حياة من حولها


يازائراً أرض البقيعِ وصيةً عني تُقبل تربةَ الزهراءِ
فإذا تشابهتِ القبورُ بعطرها فتتبع التعريفِ بالارزاءِ
كلُ الأئمة حولها قد غُيبوا بالسمِ وهي بغصةٍ وبلاءِ
عفّر خدودكَ بالترابِ فربما أفضى إليك بفاجعِ الأنباءِ 
قبرِ البتولة لو شممتَ ترابهُ أشجاكَ صوتٌ مفعمٌ وبكاءِ ٠٠

تنعاكِ السماءُ ومافيها
وتنعاكِ الأرضُ ومن عليها

نتقدمُ بأسمى آيات العزاء إلى سيدنا ونبينا وشفيعنا وحبيب قلوبنا رسول الله ( ص) 
وإلى مولانا وأميرنا الامام علي عليه السلام 
وإلى أئمتنا وموالينا جميعاً عليهم السلام
وعزاء خاص إلى منقذ البشرية سيدنا ومولانا الامام الحجةُ بن الحسن سلام الله عليه 

ختامه مسك 
من أدعية مولاتنا السيدة الزهراء ( ع) 
اللهم بحقِ العرشِ ومن علاه وبحقِ الوحي ومن أوحاه وبحقِ النبي ومن نبّاه ياسامع كل صوت ياجامع كل فوت يابارئ النفوس بعد الموت صلِ على محمد وأهلِ بيتهِ وآتنا وجميع المؤمنين والمؤمنات في مشارقِ الأرض ومغاربها فرجاً من عندك عاجلاً بشهادة أن لا إله الا الله وأن محمداً عبدهُ ورسوله وصلى الله عليه وعلى ذريتهِ الطيبين الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً ٠


ياوجيهةً عند الله اشفعي لنا عند الله ٠
وصلى الله على روحكِ الطاهرة والسلام عليكِ ورحمة الله وبركاته ٠

وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِ العالمين  ٠٠

اترك تعليقك

Plain text

  • تتحول مسارات مواقع وب و عناوين البريد الإلكتروني إلى روابط آليا.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
صورة التحقق
اعد كتابة الرموز الظاهرة في الصورة أعلاه.

التعليقات

مقال رائع وكلمات جميلة تنم عن حب عظيم للسيدة الزهراء ولأهل البيت (ع) جميعاً. فهم قدوتنا الراسخة، وسراجنا المنير، وشمس هذا الكون التي كانت ولاتزال تضئ دروبنا وقلوبنا. جعلنا الله واياك ياسيدة ام مسلم من أتباعهم وحشرنا معهم ياكريم.

خميس, 09/01/2020 - 9:14ص رد

بارك الله فيك وفي جهودك على هذا المقال الرائع في حق الزهراء عليها السلام