ليدبروا آياتهِ..
ليدبروا آياتهِ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين وعليه نتوكل
(ومن يتوكل على الله فهو حسبه)
( وقل ربِ زدني علماً)
( ربِ اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدةً من لساني يفقهوا قولي )
الحمد لله ربِ العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين
الحمد لله الذي هدانا لهذا وماكنا لنهتديَ لولا أن هدانا الله
إذ هدانا الله لكتابهِ العزيز الذي أنزله للناسِ كافة ليكون لهم منهاج حياة وطريق هداية ولا يكون كذلك إلا بالتزامه والتمسك بأحكامهِ وتلاوة آياتهِ حتى يسيطر القرآن الكريم على قلب وعقل الإنسان وهذا لا يكون إلا بالتدبر في آياتهِ الشريفة واستجابة لنداءِ الله والرسول صلى الله عليه وآلة
أنتَ النورُ أنتَ الأنسُ والصاحبِ الذي
تعجبتْ من هدي نوركَ العربُ والعجمِ
سُررتُ بلقياك بعد أن كنت غافلةً
فهذا من كرمِ الالهِ ذو النعمِ
لا- لا لعيشٍ لي ولا رغد أنعمُ بهِ
إلا مع الترتيل ِ بالآياتِ كالنغمِ
سأكتبٌ فيكَ مدحاً يا ملاكي هُنيئةٍ
وهل يكفي المدحُ في الشعاعِ بالقلمِ
رباهُ أشدد عزيمتي بعزم قوتكَ أنْ
أجعلهُ تاجاً على الرأس كالعَلَمِ
وأسقني يا رباهُ من بحرِ آياتهِ
نوراً وعلماً وفهماً ومن حِكَمِ
لأتدبرَ آياتُكَ العظمى التي بها
يعلو مقامي في العالياتِ كالقممِ
قال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسولِ إذا دعاكم لما يحييكم ) الله ورسوله يدعوننا لإصلاح أنفسنا وحياة قلوبنا في الدنيا وامتداداً للآخرة بالعمل بما جاء به القرآن الكريم من تلاوة وتدبر وتفكر ولا يوجد للقرآن مثيل فهو الحياة للقلوب الميته وهو نور للبصيرة وشفاء وانشراح للصدور..
الدعوة الى التدبر
ليس الهدف من نزول القرآن الكريم مجرد الحفظ والتلاوة بل الهدف منه التلاوة مع تدبر وتفكر وتفقه فعن التدبر قال تعالى ( كتابّ أنزلناه إليك مباركّ ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الالباب )
وعن التفكر ( وأنزلنا إليكَ الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون )
وعن الامام الصادق عليه السلام انه قال:
( إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى فليجلِ جالٍ بصره ويفتح للضياءِ نظره فأن التفكر حياة قلب البصر )
وعن التفقه ( قد فصلنا الآيات لقومٍ يفقهون )
فالتلاوة من غير تدبر لن تنتج الفوائد المطلوبة من القرآن الكريم فعن الامام علي (ع) قال ( ألا لا خير في قراءةٍ ليس فيها تدبر )
فالتدبر عمليه روحيه فكريه وتأمليه لا تحدث بمجرد تلاوة سطحيه بل الوقوف على معرفة التدبر وطرق مراحله للتوصل للهدف
من المؤهل للتدبر وكيف أتدبر ؟
إن جميع البشر هم مؤهلون للتدبر ولكن يوجد من هو قلبه متعلق بكتاب الله والحب الحقيقي له ومعرفته حق المعرفة
نلاحظ أثر بركتهُ بالتدبر بحيث نجعل أنفسا كأننا ندور حول حلقة دائرية تبدأ بنقطة وتنتهي بمحور له ركيزة اساسية وهدف معين
وإذ أن التدبر في كتاب الله هو وسيله لاستثمار القرآن واستقامة الفكر وصحة الفهم عن الله تعالى واستحضار عظمة الخالق في خلقه للكون
كيف أتدبر ؟
الخطوة الاولى/ هي خشوع القلب والتبصر في معاني الآيات وتحريك العقل ووضع الأسئلة اساساً لمفتاح الفهم
الخطوة الثانية/ التعرف على معاني الكلمات الصعبة
الخطوة الثالثة/ نضع بين أيدينا بعض الاسئلة ؟ مثل
لماذا اختار الله هذه الكلمة دون غيرها
وما رسالة هذه الآية وكيف اطبقها على نفسي ؟
ماهي الآيات الي تحث على التدبر ؟
جاء الأمر بتدبر القرآن في اربع مواضع من القرآن الكريم :-
قال تعالى ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عندِ غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيراً )
( أفلم يدبروا القول أم جاءهم مالم يأتِ آباءهم الأولين )
(كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياتهِ وليتذكر أولوا الألباب )
( أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوبٍ أقفالها )
حقيقةً نأسف أن تكون قلوبنا مقفلة وجامدة لعدم الحث على فهم ما امرنا الله به وهو ان نكون من المتدبرين
ورد عن الصادق عليه السلام في تفسير جملة ( أم على قلوبٍ أقفالها / أي أن لكَ قلباً ومسامع وإن أراد الله أن يهدي عبداً فتح مسامع قلبه وإذا أراد به غير ذلك ختم مسامع قلبه فلا يصلح أبداً وهو قول الله عز وجل ( أم على قلوبٍ أقفالها ) ٠٠٠
هل التفسير يغني عن التدبر وما الفرق بينهما ؟؟
يحيط ببعض أفكار الناس بأن التفسير يغني عن التدبر أو يساويه ولكن هذا مفهوم خاطئ لان التفسير هو مفهوم معنى الآية وتفسيرها فقط اما التدبر هو الغوص في بحر الآيات لاستخراج كنوزها بالتفكر في كل كلمه من كلماتها
معنى التفسير
هو لابد من فئة خاصة تمارسه وهم علماء التفسير وذلك بعد دراسة متخصصة في كل ما يرتبط بالقرآن الكريم التدبر
هو كل قارئ للقرآن يستطيع التدبر فيه بشروطه
مثال للتدبر
قال تعالى ( والله أخرجكم من بطون امهاتكم لا تعلمون شيئاً )
فلنبدأ بوضع اسئلة من خلال التفكير في معاني الآية الشريفة
مثلاً:
١/ لماذا جاء لفظ الجلالة الله بدل من اي اسم آخر من اسماء الله الحسنى ؟
٢/ لماذا قال الله أخرجكم ولم يقل أظهركم ؟
٣/ لماذا قال الله لا تعلمون ولا قال لا تعرفون مثلاً ؟
نستخدم في وضع الاسئلة
كيف ولماذا وهل وما هو واين وغيرهم ٠٠
بهذه الاسئلة نصل الى مرحلة التدبر التي أمرنا الله بها
كيف اطبق الآية على نفسي ؟
عندما الاحظ ان الله وصف فئة او مجموعة مثلاً من المؤمنين او الكافرين او المنافقين او المحسنين
عندها أسأل نفسي هل انا من هذه ام المجموعة ام لا ؟
فبلوغ الإنسان لهذه الغاية العظيمة والرتبة الجليلة وهي تدبر كلام الواحد الاحد نعمة عظيمة لا تضاهى إذ أن ذلك من توفيق الله لعبده المؤمن يجب الحمد والشكر له جل وعلا
جعلنا الله في حزبهِ المفلحين واولياءه الصالحين ومن خدمة كتابهِ المبين
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله رب العالمين وصلِ يا رب على أشرف الخلقِ محمد وآلة الطيبين الطاهرين ٠٠
الفاتحة لروح والدي السيد ابو محسن
ولروح أبنتي وفلذةِ كبدي السيدة بثينة
والى ارواح موتانا وموتى المؤمنين والمؤمنات مسبوقةً بالصلاةِ على محمد وألِ محمد ....
اترك تعليقك