نبض القلم

عبثية الشر ، الجوكر 

 
( لم اعد اريد الشعور بالالم) الجوكر 
ان من طبيعه الاعمال الابداعيه، ملامسة العاطفة ، خصوصاً تلك المبنيه على اساس نفسي ، فمالذي حركه الجوكر فينا؟! 

في الافلام السابقة التى تناولت الجوكر تم استعراض الشخصية باعتبار أن الإنسان يختار طريق الشر وأنه متأصل في النفس
وهذا ماعكسه هذا الفلم تمام

يعتقد البعض ان الفلم هو مروج للعنف ، او الاخذ بمبدا القوه في مقابل القوه ولكني استطيع القول بان الفلم اثار حالة شديدة من التعاطف، ولكنها ليست تعاطفاً مع الشر ، بل العكس تماماً ، استطيع القول بأن ماحدث هو نوع من مواجهة النفس البشرية لسلوكها العام ، لشرها العابث ، وتنمرها الغير موجهه لهدف ما . 
الفلم يصور وبدقة التحول النفسي الدقيق ، لشخص حساس ولطيف مصاب بإضطراب عقلي يحاول الوصول لأبسط حدود التأقلم مع المجتمع ، لكن الناس تقابله بعكس ما اراد ، يقول في بداية المشاهد( هل هو شعوري وحدي، ام ان العالم في الخارج يزداد جنون)  هي ليست جملة عابره ابداً، بل هي تعبير عن الادراك الحسي للواقع ومعرفه حقيقته ، وعلى عكس مايشاع بعض الاضطرابات يملك اصحابها رؤيه متجرده للواقع بكافة ابعاده، ورهافة شعور لا يستطيع الانسان تصورها وربطها بإضطراب عقلي . 
حتى انه من فرط الالم والعجز عن مواجه هذا العالم المليئ بالفوضى ، طلب من المعالجه النفسيه زيادة الجرعه الطبيه (لم اعد اريد أن اشعر بالالم ) ، ونتيجه للضغوط والانفعالات العاطفية السلبية المتكررة ، من المجتمع والنظام الاجتماعي الذي استمر في كشف وجهه القاسي له بشكل صادم، حاول أن يجنب نفسه كل انواع الألم ، فلجأ لحيلة لا شعورية ، وهي العزل النفسي ، وهي وسيله دفاعية لا شعوريه يقوم فيها الشخص بعزل نفسه عن الاحداث ، فلا يرتبط معه الحدث بشعور ، فتراه يفعل شي ما ببرودة اعصاب ، وثبات ، وكأنه غير مكترث لنتيجة افعاله . 
لذلك اخبروني من صنع الجوكر ؟ ! 
نعم هو مجتمعنا ، واني استشف أن وراء التعاطف الكبير نفسه ، هو فهم المشاهد ، لما للكلام من الأثر البعيد لكلمة قد يظنها عابرة ، وان الاضطراب لم يكن المسبب لهذا التحول ، بل تجد معاناتة واضحه في قوله ( تكمن المشكله في ان الناس يريدون من اصحاب الاضطرابات  التصرف كسلوك الناس الطبيعين ) وهو بذلك يكشف ضعف المجتمع في قبول المختلف  .
يخطر لي مثل يردده الكثير ( الشر في الناس لايفنى وان قبرو) استدلال على اصالة الشر في النفوس ، وان تحريك الدوافع ، قد يطلقه ، وانا اقول فلجنب مجتمعنا الشر فالكلمه الطيبة كالشجرة الطيبة كلمة قالها النبي فتظهر في تعاملاتنا .ه