تحولات مراهق..
تحولات مراهق
المراهقة نقطه ارتكاز المستقبل ، ومحط الاهتمام ، نحن كأهل جُل تركيزنا على سلامه المستقبل المهني ، وننسى ان هذه الفترة ايضاً هي فتره التحولات النفسية الكبرى، والمستمرة لبقيه العمر .
لكل مراهق احاسيس ومشاعر وطموحات مختلفة ، وتبعاً للاختلاف في الشعور ، يختلف كل مراهق في التعامل معها ، باعتبارها ضغوط حياتيه او احداث عابره لا تشكل ضغطاً ، لكن حدوث الامر الاخر ، نادر الحدوث .
لان المراهق يتحول في هذه الفترة من شخص متلقي للرعاية ، الى شخص مسؤول ، ويترقب منه الجميع التصرف وفق ذلك ، مما يسبب له ضغوطاً مختلفة.
الضغوط الاجتماعية والى جانبها الضغوط المستقبلية ، تشكل عبئ على مشاعر المراهق وكثرة الضغط واللوم قد تودي الى تحولات نفسيه تبقى لديه لبقيه حياته
كالقلق النفسي ولا اقصد هنا قلق عابر بل مرض القلق النفسي او حتى بوادر اكتئاب قد يراها الكثير بسبب الثقافة النفسية المنخفضة من اعراض فترة المراهقة المتسمة بالتحول او سمة من سمات الشخصية لكن الامر مختلف
واني هنا لا اعرض مقالاً تخصصياً بقدر ما هو ثقافة عامة يحتاجها الجميع
القلق النفسي المرضي: يتداخل فيه القلق مع الأنشطة اليومية ولا يكون مستوى القلق مناسب مع حجم الامر .
قد يبدو الامر بسيطاً جداً وغير مقلق ، لكن حقيقه الامر مختلفة جداً
دعوني ابسط الفكرة بمثال بين الفرق بين القلق الطبيعي والقلق المرضي
القلق الطبيعي: ان يقلق الطالب قبل الاختبار بساعات او حتى ايام قليله على اختباره عبر فترات متقطعة
اما القلق المرضي: هو ان يستمر بالشعور بالتوتر وعدم السكينة الداخلية لأنه ينتظر الاختبارات من بداية السنه و قد يصاحب الامر صداع مستمر او متقطع وصعوبة في التركيز وشعور بالاختناق المتكرر او عند تذكيره بالموضوع المسبب له القلق ومحاولته تجنب اكمال الحديث عن الموضوع والذي قد يفهم من قبل الاهل (لا مبالاة وعدم القدرة على استماع للنصيحة) لكن خلف تلك الفكرة تكمن معاناة حقيقيه لنوبات قلق مستمرة .
للقلق عدة اشكال ، وهو لا يقتصر على فتره المراهقة ، بل قد تكون منها المنطلق لنوبات اكثر حده في المستقبل .
وهناك عدة عوامل تزيد من حدوث القلق النفسي المرضي :
١- اساءه المعاملة من الاهل والاصدقاء
٢- التجارب السلبية
٣- ضغوط المجتمع العامة
٤- الضغوط المادية
٥- الفشل في مواضع معينه والخوف من تكرار الفشل
بين ما هو طبيعي وما هو مرضي خط رفيع لا يرى ، فهي فوضى داخليه صعبه الرؤيا حتى على من يشعر بها ، فهو يعرف انه مشتت ، وانه لا يستطيع الاسترخاء بسهوله ، وانه يحس بعدم الامن ، وانه يواجه صعوبة في التركيز او الفهم ، لكن لا يخطر له ربط كل هذه الامور بقلقة تجاه امر ما ، نعم هو كمراهق يشعر بالخوف بعد الامان ، هو لا يستطيع التصريح ، كي لا تخدش صورته ، التي يفترض بها ان تكون كامله في اعين الجميع ، ومن جهة اخرى هو لا يستطيع التعبير عن هذه المشاعر الجديدة عليه كليا .
اهمال الموضوع قد يؤدي الى حدوث مضاعفات
منها لجوء الشخص القلق لأساليب نفسيه يتعامل بها مع قلقه بوعي او بدون وعي منها:
١- الافراط في الاكل.
٢- الافراط في الحذر
٣ الافراط في تناول المسكنات الطبية لتلافي نوبات الصداع
٤- استخدام السجائر او مواد مخدره
٥ - امراض جسديه نتيجته المشاعر المكبوتة
٦- تفاقم القلق لمراض اخرى
ما لذي يريده المراهق؟
١- ان يمنح فرصة النضج ، بهدوء ، وان يقبل على انه طفل تارة، وراشد تارة اخرى، فهو في مرحله مخاض للوعي
٢- ان لا يلام كثيرا ، وتلاقى نتائج اعماله بالقبول
٣- مساحه معقوله من الثقة، ومشاركته في رسم القرارات المتعلقة بحياته.
٤- ان تطرح له اسباب ما يمنع منه، ولا يبقى الامر غامض
٥- ان تأخذ احساسيه و ردود فعله بمحمل الجد
ما لذي نستطيع فعله؟
هناك اساليب بسيطة لكن فعاله جدا :
1- تحديد سبب القلق بالملاحظة او بالحديث اللطيف .
2- وجه كمربي قصص للمراهق عن ازمتك المشابه واوحي له ، بانك كنت قلقا مثله ، وان الامور سارت بخير .
3- اعطي المراهق ثقه بنفسه ، وذلك من خلال الثناء على تصرفه امام الاخرين، او اذكر انه شقي ولكن شقي ذكي ، وانك تعتقد ان مستقبله مبشر ، بسبب هذا الذكاء الاجتماعي.
4- شجع المراهق على الدخول في الامور المجتمعية او الورشات الجماعية .
القلق النفسي المرضي قد يحدث للجميع ، وقد يكون منقطع او مستمر
واستطيع القول ان سلامه المسار النفسي هو حجر اساس لمستقبل مزهر
في الختام اقول للجميع (المراهقة) مرهقه للمراهق قبل الجميع ، فلنقدم له ما نستطيع من التفهم
اترك تعليقك