عقلك أسير .. أسير أيدولوجيتك!!
عقلك أسير .. أسير أيدولوجيتك!!
سَفَر داخلي
أحاول الوصول بك إلى عتبة الحقيقة، في العوالم الداخلية للإنسان؛ أحاول فهم انعكاس ما يدور بداخلك على الخارج..
قلمك مغموس في محبرة مشاعرك حينما تكتب.. عقلك ممسوس بانفعال اللحظة الراهنة.
تكتب لتنصر قضيتك، تنفعل لتثبت أحقية مصلحتك، تتصرف من منطلق أيدولوجيتك..
توقّف!
إنه فخ!
فخ الايدلوجيا..
نعم، قد تُسيّر الايدلوجيا العقل في إصدار أحكامه.
موقف واحد..
رؤى وأحكام متعددة..
الكل يرى صواب حكمه..
غالبيتنا نرى الأمور من منظور مجموعة الاعتقادات الدينية والاجتماعية والتاريخية..
أرسخها الأيدولوجيات الدينية.. مثال ذلك قبول أي نص روائي مغلّف بغلاف ديني، مهما كان منافيًا للعقل، متناسين أنها بذلك تضخ منظومة قيمية مناقضة للثوابت العقلية والدينية الأساسية!
فلنحاول التوسّع والنظر بمنظار متجرد، كما قال الإمام علي عليه السلام:
"إن الحق لا يُعرف بالرجال.. اعرف الحق تعرف أهله"
وهو بذلك يؤكد على الحياد في الأحكام، وأن الحق قد يلتبس حينما ننظر لأهمية الفاعل لا حقيقة الفعل.
فلنقف متأملين أنفسنا، مواقفنا وانفعالاتنا.
سَفَر خارجي
"وإياك أن تنخدع لحلاوة الباطل"
الإمام علي عليه السلام
يدرك البعض القوة الجبّارة لسلاح الايدلوجيا، فيبدأون بالعزف على أوتاره..
فهو جيش قائده الكلمة..
والكلمة متاحة.
بتأمل أحداث التاريخ الغابرة، أو حتى تلك التي لم تُدوّن بعد؛ نقف شهود عيان أمامها، نرى كثيراً من المشروعات السيئة، بل والمدمرة، مُرّرت تحت أهم غطاء أيديولوجي، وهو الدين!
كقيام دولة بني العباس تحت شعار الثأر لآل النبي محمد صلى الله عليه وآله
تكشّفت بعد قرون زور ادعاءاتهم،
مصاهرات لآل النبي في العلن وطعن بالسم في الخفاء.
مجرد غطاء!
في حاضرنا نرى مثالاً حياً كنشوء حركة داعش تحت غطاء أيديولوجي ديني، تكشّف بعد زمن.
يجب علينا النظر بتفحّص دقيق وجاد لما يُطرح تحت عنوان أيدولوجيات معينة، وألا ننساق للعاطفة، بل ننظر لما خلف المشهد العام، نقرأ المستتر ونتعامل معه لأنه سيرسم مصيرنا.
دعونا نُحرّر أسر عقولنا، وليكن القرآن دستورنا، والإنسانية شرعنا،
فهذا خُلق النبي وهذه وصيته: "الدين المعاملة".
خلاصة ما أود قوله أن تتأمل داخلك، اعتز بما تحمل من أيدولوجيات، لكن افحصها بدقة.
تأمل خارجك، واعرف ما يدور حولك وما يحاول البعض أن يمرره من خلالك، فلا تكن جنديًا في جيش أحد.
انتبه في قراءتك التاريخية، أو حتى الأدبية، لما تقرأ وكيف تحكم..
انتبه لمعرفة توجّه الكاتب وما يحمله من عقائد..
انتبه لزمن كتابة النص..
انتبه للظروف المحيطة بالكتابة..
اخرج من هذه الأفخاخ جميعاً
وكن حراً..
التعليقات
احسنت يا بنتي
مقالة رائعة و مهمة
بارك الله بك
و نفع بقلمك الامة
هذا موضوع مهم ادعوك للإستمرار في الكتابة فيه
و نشره في وسائل الإعلام
يجب أن لا يكون قلمك حبيس هذه الصفحة
حاولي أن تكتبي للمجلات المتخصصة و الإعلامية
مقال جميل جمع بين بساطة السرد وعمق المعنى يستحق الوقوف عليه وأكتشاف الايدلوجية بأنواعها المختلفه موفقة ام روان
بالتوفيق يا سيده
الله يوفقك الى الأفضل
مقال جميل تشرين عليه
اترك تعليقك