سر الايمان بين الامام علي و تولستوي؟
سر الايمان بين الامام علي و تولستوي؟
(لماذا قال تولستوي يا رب قدني حيث تشاء)
استعرض معكم تحليل المقولة في ثلاث محاور
١- الميول الروحية
٢- خطى العقل
٣ - الايمان بين الامام علي عليه السلام و تولستوي
المحور الأول الميول الروحية
(يا غاية آمال العارفين)
معنى دقيق عميق لم التفت له ابدا على كثرة ما استمعت له
وما ان بدئت التساؤل حوله حتى دخلت باب واسع
في السير والبحث الذاتي عن الله
ادعيه ومناجاه الامام علي عليه السلام
حملت بعدا روحانيا عميقا قل نظيره
عزفت على اوتار قلوب
المشتاقين.. التائبين.. المذنبين.. العاصين.. المحرومين..
عزف أشعل القلوب وفتح الدروب لكل يائس من كثرة ذنوبه
وخلف كل هذه المعاني العذبة اللطيفة بعد اوسع وهو المعرفة يقول الامام
(وعلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً)
معرفه الله بالعقل.. او معرفه الله بالقلب والمحبة
طريقان اشتبها علي
فثارت في نفسي
الكثير من الأسئلة
هل العقل والقلب قوتان مفكرتان! وتنتجان الاحكام!
هل هما متعاكستان دائما؟
هل تغديه العقل تغذي القلب؟
ام ان حصول ذلك غير ضروري
هل العقل يغلق الباب امام القلب؟
ايهما أكثر وصولا للحقيقة؟
كيف نسلك بهم مسارا موحدا؟
هل الفلسفة العقلية معاكسه للعرفان القلبي؟
لو اتفقا كيف نسلك بهم مسارا موحدا؟
هل سير الانسان ل الحقيقة هو سير الانسان ل الله؟
-----
المحور الثاني خطى العقل
(على ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة)
الشغف في معرفه الخالق كبير ومتزايد
والحيرة في ذلك أكبر
لا طريق ابدا منه بشكل واضح
أسئلة وشبهات ضبابيه تدور داخلي ولا أستطيع ان اخرج منها بأسئلة واضحة
شبه العدل والتخيير والتسيير ومصير الانسان من الشبه المشهورة
لكن خطب الامام علي تفتح نوع اخر من المعرفة ال الإلهية
ك النص الوارد
كائِنٌ لاَ عَنْ حَدَث، مَوْجُودٌ لاَ عَنْ عَدَم، مَعَ كُلِّ شَيْء لاَ بِمُقَارَنَة، وَغَيْرُ كُلِّ شيء لا بِمُزَايَلَة، فَاعِلٌ لا بِمَعْنَى الْحَرَكَاتِ وَالاْلةِ،
حيره تسكن كلما وصلت لجواب
شغف يتجدد في معرفه اوسع لخالق عظيم
بين قلب يبحر في المحبة والرحمة المتجلية إذا فهم الانسان عدالة خالقه
وبين عقل يثور على اجابات مجهولة
كنت انا وكان على الامام رفيقي في رحله تركتها تارة ورجعت لها اخرى احكيها اليوم واضحة وقد كانت بالأمس ضبابيه اتلمس وسط غشاوتها نور يهديني
وكنت اعود ل السؤال؟
كيف يحوز الانسان ن الايمان
بالعقل ام بالقلب
واقصد بذلك ايمان يتحول ل عمل
نعم نعرف ان الكذب حرام ونكذب
يعقد الكثير ان القراءة والمعرفة كافيه للوصول له
لكن الوصول له بطريق مختلف
--
المحور الثالث الايمان بين الامام علي وتولستوي
الايمان بين الامام على وتولستوي
امنت دائما ان الحزن شقيق الحكمة لذلك كنت وما زلت ادخر بعض الكتب واقراها عندما اكون في حاله من الركود لان الانسان يكون في اوقات كهذه ثائرا على الدنيا متفحصا ايها بعين دقيقه
بدئت منذ ايام بقراءة كتاب (اعترافات تولستوي)
يدور محور الكتاب عن رحله الكاتب الذاتية في اكتشاف جواب لسؤال وجودي ارقه كثيرا
ما معنى الحياة الذي لا يهدمه الموت؟؟
بحث كثيرا في العلوم التجريبية ولم يستطع الوصول لجواب كان يشعر بالعار لأنه يرى الحياة عبثيه ولم يقدم على الانتحار ولسبب ما قرر السير في اتجاه القلب
وهنا بدئت لتوستوي معضله اخرى وهي تحديد معنى الايمان! وكيفية وصول الفرد له وبعد بحث جاد وسنوات من البحث وقراءه دقيقه لنفسه وما يطرا عليها من تغيرات
وجد المعنى في اعتقاده بوجود الله
وتفكر في حال روحه ان هي امنت بوجده وجد الحياة تنبعث في نفسه
وان هي انكرت أحس بعبث الحياة وخلوها من المعنى
ثم اتجه لدراسة كيف يحوز الانسان ايمانا يحقق له السعادة
بحث في طبقات عده من العلماء والمتدينين ولم يجد الصدق في ايمانهم
ووجده فقطً وعبر التاريخ في طبقات المحرومين والعاملين
تحير كثيرا ما السر الذي يجعل هذه الطبقات رغم الفقر والمرض وبساطه التفكير تصل ل حقيقة معنى الحياة وتتوافق عقيدتها مع عملها
وجد السر بعد ذلك في العمل
الله ركب البشرية بطريقه تكامليه واجتماعيه يحتاج الفرد فيها للكل وعمل الشخص البسيط يحقق له اهميه ذاتيه في الحياة
لذلك نجد على جميع الأصعدة من عمل باعتقاده ترك أثر
سياسيا كان ام دينيا ام اجتماعيا
الصدق يتسرب في القلوب ويتجلى في عمل الانسان
اخيرا
أقدر جدا رحله تولستوي الذاتية
ربما هو أنكر العقل ل فتره وترك المسار للقلب
لكنه خرج بنتيجة اخيره ان
الايمان يجب ان يسير فيه الفرد عمليا لكي يتكشف له نظريا << اعمل بما تعلم
تولستوي وصل بالقلب فقط واصدم عقله بقلبه
بالنظر الى حياه الامام علي
اجده سار بخط ثابت
العقل والقلب فيه يفيضان بشكل منقطع النظير
كلامه علم مختزل في جمل
ومناجاته تحيي القلوب المتعبة من الذنوب
سيرته في الحياة ترجمان عميق ل ايمان حقيقي طابق فيه قوله فعله
قد لا اكون وصلت لطريقه جمع الامام للعقل والقلب
لكن معرفتي بإمكان اجتماعهم هي من الامور التي تهدئ النفس وتبعث فيها الامل بان الطريق سيتكشف يوما ما
واقول للجميع ب شيء بسيط اعتقاده
بان الايمان
رحله ذاتيه تجاه الله
لا يعلم
ولا يدرس
هو شيء أعجز عن وصفه
فقط هو تجربه مستمرة ومتجدده في كل موقف
ومصداق ذلك حديث (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك)
فكل حدث في الحياة ينعكس على تغذيه الفرد
فيزاد أحدهم ايمان بعد ابتلاء ويجزع اخر
الايمان وليد التجربة
رزقنا الله واياكم الخروج منها بمعرفته
((عندما تستطيع أن تقول بصدق، ومن كل قلبك: يا رب، يا إلهي! قُدني إلى حيث تشاء، حينذاك فقط تتخلّص من العبوديّة، وتصبح حرًّا بحقّ)) تولستوي
ملاحظه
هذا الكتاب يجب ان يقرأ بطريقه استثناءيه وان يعاش حقا
المقال لا يعطيه حقه
هو رحله بحث حقيقة وصادقه في البحث عن الله
هو تجربه مذهله بين حيره العقل ورقه القلب
التعليقات
شكرا لكل الذين يتركون بنا اثرا جميلا
ما شاء الله مقالة رائعة...الرحلة إلى الله هي رحلة وجودية يشترك فبها العقل والقلب...
ربي يحفظك ويسلمك ويزيدك نورا وفيما وقربا من الله...
سرد جميل ومقاربه رائعه
مقال رائع ومترابط وجميل، شكراً
اترك تعليقك