وجدتُها..!
"وجدتُها"
منصور محمد
يقول باولو كويلو في روايته الشهيرة "الخيميائي" على لسان أحد محاربي الصحراء: "إننّي حيٌ عندما آكل، لا أفعل شيئاً آخر سوى الأكل. و عندما يحين وقت السير، أسير، هذا كل شيء. و إذا اقتضى الأمر، يوماً أن أُقاتِل، فيغدو أيُّ يوم يساوي أيَّ يومٍ آخر، حيال الموت. لأنني لا أحيا في ماضيَّ، و لا في مستقبلي. ليس لي سوى الحاضر، و هو وحده ما يهمني. إذا كان باستطاعتك البقاء دائماً في الحاضر تكون عندئذٍ إنساناً سعيداً. و سوف تدرك أن في الصحراء حياة، و أن في السماء نجوماً، و أن المحاربين يقاتلون لأن في ذلك شيئاً ما ملازماً لحياة البشر. و هكذا تغدو الحياة في تلك الحال عيداً و مهرجاناً كبيراً، لأنها ليست سوى اللحظة التي نعيشها ليس إلاّ."
انتهت قصة محارب الصحراء و بدأت قصتي. و انا الذي كنتُ أبحث عن السعادة في الأكل، و في السفر و في قراءة كتاب أو حتى مجالسة صديق. بحثتُ هنا و هناك و في كل مرة أشعر بأن هنالك حلقة مفقودة توصلني الي السعادة المطلقة. أجلس على مائدة الطعام و في يدي جهازي الآيفون لتصوير الوجبة. أذهبُ بعيداً في رحلة سفر و أراني أُسابق الأيام لكي أعود و أُخبر أصحابي بمغامرات الرحلة. أقرأ كتاباً و عيني على رقم الصفحة انتظر الورقة الأخيرة. أين هي يا تُرى هذه السعادة. لقد أتعبني البحث و أوشكتُ على الاقتناع بأنها وهمٌ كلُنا نجري خلفه إلى أن نبهني محارب الصحراء حين ربط السعادة باللحظة. نعم إنها اللحظة التي نعيشها بكل حواسنا و جوارحنا هي التي توصلنا الى السعادة المرجوة.
شكراً صديقي محارب الصحراء فأنا هناك حيثُ اللحظة ... "وجدتُها".
التعليقات
العيش في اللحظه وان ادركنا اهميته الا انه ك واقع صعب الاستمرار فيه
باولو كويلو
روائي يكتب دائما عن تجربه الروح
مقال اكثر من رائع
السيد ابو باسم
سلمت يمينك،،شكرًا على تلك المقالات الأكثر من رائعه دوما نرى فيها الأمل والتفاؤل ،، والحث على الإجابية والسعاده
نطمح منك المزيد
الاخ العزيز السيد منصور
عندما اقرأ كلماتك اشعر بأنها مفعمة بالثقافة
ينتابني شعور مختلف!!
اترك تعليقك