"ستيف جوبز" في "ستانفورد"
"ستيف جوبز" في "ستانفورد"
ألقى ستيف جوبز كلمة في حفل تخرج الطلاب من جامعة ستانفورد أرقى الجامعات الأمريكية. بدأ ستيف كلمته بصدمة قوية للخريجين حيث قال لهم "أنا لم أتخرج من الجامعة". لك أن تتخيل عزيزي القارئ خريجون على أعتاب الحياة تأخذهم العزة و الفخر لتخرجهم من تلك الجامعة و هم يَرَوْن قدوتهم لا يحمل شهادة جامعية. كان المدخل قوياً لكنه أجاد الانعطاف يميناً و بدأ بسرد ثلاث قصص من حياته أعتَبِرها درس مجاني لهؤلاء الطلاب و لنا نحن أيضاً.
قصته الأولى تحكي متاعبه في الدراسة الجامعية و صعوبة الحياة آنذاك الى أن وصل به الحال لترك الدراسة. لكنه لم ييأس و بدأ دراسة المواد التي يحبها منها فنون الخط و الكتابة. الى تلك اللحظة لم يعلم ستيف ما فائدة دراسته لفنون الخط و لكنه بعد أن أسس شركته "ماكنتوش" أدخل الخطوط المختلفة في اجهزته و انتشرت الفكرة الى اجهزة الشركات الأخرى. هُنَا وصف ستيف الدرس الذي تعلمه ب "توصيل النقاط بالنظر الى الخلف" بمعنى آخر لا تستهن بأي شيء تتعلمه فأنت لا تعلم متى سيأتي الوقت المناسب لتوصيل النقاط.
القصة الثانية تحكي عن نجاح شركته التي أسسها في مرآب السيارات و بسرعة البرق أصبحت في مصاف الشركات الكبرى و التي جعلت منه غنياً في سن الثلاثين. فجأة و بعد اختلاف في وجهات النظر مع الشركاء تم فصله من شركته. هذا الموقف كفيل أن يدمر حياته الى الأبد. لكنه لم يستسلم و أسس عدة شركات، التقى بفتاة أحلامه و التي أصبحت زوجته لاحقاً و بعد فترة من النجاحات تم اسدعاؤه مجدداً ليصبح الرئيس و كبير الإداريين التنفيذين لشركة أبل. الشيء الجميل هنا أنه لم يستسلم و نظر بعين المتفائل الى النعم التي وهبها الله له حتى عادت المياه الى مجاريها.
القصة الثالثة و الأخيرة تتحدث عن معاناته مع المرض و نظرته للموت و الحياة و كيف استفاد منها. يقول ستيف أن على الانسان أن يقف كل صباح أمام المرآة متخيلاً أن هذا هو آخر يوم في حياته و يسأل نفسه السؤال التالي: "اذا كان هذا هو آخر يوم لك فهل تعرف ما الذي تريد القيام به أفضل مما عملت سابقاً". اذا كان جواب هذا السؤال ب "لا" لأربعة أيام متتالية، يجب على الشخص أن يتغير فهو يسير في الطريق الخطأ.
قصص ملهمة أراد هذا الرجل بها أن يوصل رسالة لهؤلاء الخريجين مفادها أن الحياة مليئة بالصعاب لكن القوي من يعرف كيف يوصل النقاط ناظراً للخلف، و يعرف كيف يشكر النعم و التحدي بالتجديد المستمر.
أنهى هذا الرجل كلمته ب "كن متعطشاً،،، كن مغامراً" رددها ثلاثاً للتأكيد على أهميتها و ما زال صداها يرن في أذني.
منصور الصالح
التعليقات
كعادتك متالق داىما ابا باسم.. وفقك الله
مقال اكثر من رائع ابو باسم ،،، ننتظر دائما منك المزيد فمقالاتك مزيج من التشجيع والتطلع الى المستقبل بروح التفاؤل والرؤية المستقبلية
مقال جميل يابوباسم
مقال جميل احسنت سيد منصور
اترك تعليقك